منوعات

وعاد العيد بالبشري والمسرات

اعداد ومتابعه /ا.ليلي موسي .

الكاتبة /بشري بوغلال.

-تأتي الأعياد فتأتي معها كل المناسبات السعيدة التي تحمل في طياتها كل مظاهر الفرح والسرور، وفي قدوم العيد تزهر جل القلوب وتُملأُ

الحياة إيجابية وفرحا وبهجة.

-العيد من كلمة عاد أي رجع، فسبحان من يعيد العيد ويطوي الشهر الفقيد، وهكذا تكون أعيادنا تماما فهي تعود علينا في أوقات معينة من كل

سنة ، محملة بنَفَس جديد وشحنة فرح إضافية تنعش بها قلوبنا التي أُنهِكت من مصاعب الحياة وأعبائها.

– فترى الناس يتبادلون أجمل التهاني والتبريكات هنا وهناك ، حيث يتصالح المتخاصمون و يلتم شمل الغائبين مع من دق لهم القلب شوقا،

وتلمح العائدين من أوطان المهجر وجحيم الغربة يتهافتون على أحضان أسرهم شوقا لدفئ العيد في لمة عائلاتهم، ولنا في العيد فرحة لا

توصف وموعد مع الله لا يخلف ولا ينسى ، فترى الناس متجهين إلى رب السماوات صباح كل عيد يصلون ويكبرون صغارا وكبارا ، نساء

ورجالا حتى تكاد أصواتهم تخترق المدى، فترتفع حناجرهم بأجمل الآيات وأزكى الصلوات تقربا من الله الذي خلق فسوى.

-ناهيك عن مظاهر الإحتفال في البيوت وإعداد ما لذ وطاب من معمول وحلويات بمختلف النكهات والطعوم، فتلمح الموائد ملأى بشتى

أصناف العصائر والمشروبات، كما أن للعيد لمسة جمالية ومسحة أناقة متجلية في ملابس الناس الجديدة والقشيبة، وعطورهم الفواحة التي

تنعش النفس وتملأ الأجواء طيباً.

– ومن أهم ما جاء به العيد من جماليات وغايات سديدة نذكر صلة الرحم التي كانت ولازالت مفتاحا لكل العلاقات الطيبة والمشاعر الإنسانية

النبيلة والتي أوصانا بها الله وروسوله، فقال الله تعالى في كتابه الكريم وقرآنه المبين في سورة الرعد(٢١) ” وَالذينَ يَصِلُونَ ما أَمرَ الله بهِ

أَنْ يُوصَلَ و يخشَوْنَ ربَّهُمْ و يخافونَ سوءَ الحِسَابْ.” صدق الله العظيم.

فصلة الأرحام من أعظم وسائل القرب من الله العظيم الجبار ونيل رضى رسوله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، وقد جاء بيانا لفضل

ذلك حديث خير البرية.. ( يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام. )

وفي حديثه صلوات الله عليه تبيان عظيم للحث على صلة الأرحام وزيارة الأقارب والأحباب الأحياء منهم والأموات ، لما في ذلك من

تعزيز لروابط الألفة والمحبة والحفاظ على صلة الوصل بين الناس وضمان استمراريتها .

– ومن دواعي الأسف الشديد أن ترى عائلات بأكملها قُطِعت أرحامها من غير حق وبدون سبب يذكر متخلين عن روابط الدم والأخوة

ومتنكرين لكل جميل جمع بينهم، وناسين بذلك قول الله عز وجل في سورة النساء ” واتقوا الله الذي تَساءَلُونَ به والأرحام إن الله كان عليكم

رقيباً.” صدق الله العظيم.

ومع كل ما سبق ذكره فقد كانت الأعياد ولا زالت هدية من رب السماء وسببا لتعزيز أواصر الأخوة والقرابة للبشرية جمعاء، وقبسا لإذابة

جليد العداوة وثلوج البغضاء بين الأسر والمجتمعات وتجديدا للعلاقات الإنسانية التي طالتها يد الجفاء ، وغطاها غبار الزمن والعداء.

وبمناسبة الشهر المبارك الفضيل وقرب حلول عيد الفطر السعيد، أتقدم لكم ولذويكم بأجمل الأماني وأحلى التهاني، متوجهةً بأصدق الدعوات

راجية الله العلي القدير أن يأتي العيد فيلقاكم وسائر الأمة الإسلامية في أحسن حال وأطيب مآل، أدام الله عليكم الأعياد دهورا، وألبسكم من

تقواه نورا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى