أدب وثقافه
وما زلت تفرض حضورك… خديجة العتري
تفوح من كل زاوية في غرفتي
وتطل من كل نافذة ضمتّ صورك
تقفز من بين أوراق دفاتري وكتبي
تهيمن بعطرك فوق أوراقي البيضاء
تملأ الفراغ الذي يدوي في غرفتي
وتجعل الانتظار لحضورك الشهيّ
عبادة وفن وادمان ومبالغة وعادة …
وما زلت تفرض حضورك …
أهيم على صورتك المعلقة بداخلي
أتبعك أينما ذهبت وأينما حدّقت بعيونك الناعسة
أسألك عن يومك عن قهوتك عن صباحك البارد
عن تفاصيلك الصغيرة التي بدأت تنمو في غيابي
عن القلوب التي تعثرت بك وأنت راحل عني
عن العيون التي تعلقت بك حباً أو إعجابا”
وما زلت تفرض حضورك…
تشرق الشمس من عينيك من كل الجهات
تغدق على القلب بقليل من الضوء النابض
يتدلى النور من وجهك حتى يلامس خدي
أمد يدي بكل طفولة كي أتلمسك وأختبئ فيك
ما أشهى الدفء في أحضانك
ما أطيب الانكماش على صدرك
ما أروع صوت الحياة وهو يخفق من نبضك
وما زلت تفرض حضورك…
لم أخترع يوما حضورك ولم أحتفل فيه أبدا
فقط لملمت بقاياك وأحصيتها على عجل
خوفا أن يفوتني يوما شيء وأنساه
عدّ على أصابعك ما جمعته منك
وجع حنينك
عطش لروحك
فرحة حضورك
أنين الشوق لك
ارتباك شفاهك
جمال نعاسك
عري صمتك
فرح مجيئك
تزاحم عطرك
رعشة نبضك
وأنثى كما أسميتني أتمددّ على أريكتي وأعد أنفاسي لأجلك…