الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:٠
وهل يرجي الخير كله إلا في سعي مشكور؟! قم وانفض عن نفسك وكاهلك الدنيا اسع فيها بقدر ولقدر ، ولا تغرنك الفانية عن طلب الطيبة الباقية.
فكلنا راحلون، ولربنا راجعون.
إن كانت لم تصلك هذه المعلومة بعد فأنت واهم واهن وآسف بالوصف(جاهل). فإلي متي تعيش الوهم والوهن والجهل؟!
قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا﴾ (سورة الإسراء ، الآية:19)
جاء في تفسير الإمام القرطبي رحمه الله:
،ومن أراد الآخرة أي الدار الآخرة . وسعى لها سعيها أي عمل لها عملها من الطاعات . وهو مؤمن لأن الطاعات لا تقبل إلا من مؤمن . فأولئك كان سعيهم مشكورا أي مقبولا غير مردود .
، وقيل : مضاعفا ،أي تضاعف لهم الحسنات إلى عشر ، وإلى سبعين وإلى سبعمائة ضعف ، وإلى أضعاف كثيرة ،كما روي عن أبي هريرة وقد قيل له : أسمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : إن الله ليجزي على الحسنة الواحدة ألف ألف حسنة ؟ فقال سمعته يقول : إن الله ليجزي على الحسنة الواحدة ألفي ألف حسنة .
ولذلك يقول مالك بن دينار رحمه الله تعالى:
” لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والأخرة من خزف يبقى، لكان الواجب ان يؤثر خزف يبقى، على ذهب يفنى، فكيف والآخرة ذهب يبقى، والدنيا من خزف يفنى؟! “.
[ تفسير القرطبي(٢٠ /٢٤)].
فاللهم حسن البدء وحسن الختم وحسن العهد وحسن الهداية والعافية فالجنة..الجنة يا أرحم الرّاحمين.