المقالات والسياسه والادب

(١٠) الدواء لم يعد متاحا

بقلم حمدى بهاء الدين

 

لقد تغير كل شيء ، لم يعد كل شىء متاح كما كان من قبل ، لم يعد الشوق ملتهبا ، لم يعد اللقاء مرجوا ، لم يعد الحضن مرغوبا ، لم يعد هناك وقت متوفر لأضيعه ، لم تعد الصورة كما كانت ، لقد تخليت عن أشياء حرصت فى زمن مضى أن أتمسك بها ، لم يعد الغياب يؤلمني ، لم يعد اللقاء يسعدني ، لقد تصحرت مشاعرى وأصبحت جدباء ، لم يعد ينبت فيها زرع ولا ينزل عليها غيث ، أصبحت شجرة جافة غير مورفة بلا أوراق ، شجرة بلا ظل ، تبلدت مشاعرى ، وجف وجداني وانتحر قلبى على أعتاب قسوة الحياة والصدمات والطعنات وأشياء أخرى أخجل أن أبوح بها أو أذكرها حتى ولو بينى وبين نفسي ، لقد ابتعدت كثيرا عن نقطة الإلتقاء الأولى والصدفة الأولى والقبلة الأولى والرعشة الأولى ، لم أعد أرغب فى شىء ، لم يعد يغريني شىء ، لم أعد انجذب نحو الضوء المبهر مثل الفراشات الساذجة البلهاء ، لم أعد أملك ما أعطيه لك ، لم أعد أستطيع أن أعود كما كنت ولا أرغب ، لقد تألمت بما يكفي ونضجت بما يكفى ، لم أعد أهتم بالتفاصيل الصغيرة ولا أهدر وقتي فى اللوم والعتاب ، لم أعد أتفاجأ بل أصبح كل شىء متوقع مهما ظننا أنه مستحيلا ، لقد نزعت صورتك من قلبى وحذفت الوشم الذى كان مرسوما لك على صدري وحذفت ذكرياتك كلها من خاطرى ، لم يبق منك شىء سوى صورة الفارس المنكسر المحطم الذى فقد شرف كلمته ونقاء حبه عندما كانت النزوة الأولى والسقطة الأولي ، لقد أصبحت مجرد سراب ووهم لم تعد حقيقة كما كنت دوما فى قلبى الأحمق ، لم أعد أراك الفارس الذى كنت أتمني بل أصبحت أراك مجرد رجل ، لقد خرجت من مدارك ورحلت عن عالمك وأصبح لي عالمي الخاص وطموحي الخاص وعلاقتي الخاصة والدائرة التى خلت من وجودك ومن قيودك ومن تحكمك

لقد أصبحت إمرأة حرة ولم يعد دوائك متاحا عندى

# بقلم حمدى بهاء الدين

مقالات ذات صلة