(٣) لن يقف معك إلا الله

بقلم حمدى بهاء الدين
لا تظن أنهم عضد لك أو سند لك ، لا تظن أنهم سيقدموا لك يد العون والمساعدة ، أبدا لن يفعلوا سواء عن عجز أو قلة حيلة أو عدم اهتمام أو عدم مبالاه ، هم فقط يقتطعون بعض من وقتهم للاستماع إلى شكواك ، ربما يدمعون ، ربما يبكون معك بحرقة ونحيب ، ربما يتألمون لكنهم فى كل الأحوال سيرحلون دون أى شىء ، دون مساعدة فهم مثل عامل البار فى الملهي الليلي تجلس أمامه تحتسي الخمر حتى تسكر وتهذى ومن ثم تبدأ بالثرثرة أمامه وهو ينظر إليك ظنا منك أنه يسمعك ويهتم لأمرك وهو فى الحقيقة فى عالم أخر بعيد عنك تماما ، كل ما يفكر فيه الحساب والبقشيش لا أكثر لأن هذا المشهد متكرر أمامه كل ليلة فهو جزء من عمله وأنت تظن أنك محل اهتمامه وأنه متعاطف معك متجاوب مع معاناتك والحقيقة على خلاف ذلك فهو أيضا مهموم متألم يحتاج لمن يشكوا له لكنه لا يملك تلك الرفاهية
هم أيضا مشغولون عنك ، أقصى ما تحصل عليه منهم التعجب ومصمصة الشفاه ، كل ما يشغلهم عجزك عن تقديم يد العون لهم أو الوفاء بالتزامك نحوهم لا شىء أكثر من ذلك ومن هنا وجب عليك أن تكف عن الشكوى لأن فى تلك الشكوى انكسار ومذلة وإهانة وكشف لعورتك وتقليل من قدرك وهدر لماء وجهك فلا تحاول أن تقحم أحد فى معركتك ولا تشرك أحد لا يؤمن بك فى حربك ولا تجعل ظهرك مكشوفا لمن لا يؤمن بك ويحبك بصدق ولا تطلب يد العون والنصرة ممن لا يهتم لأمرك أو ينشغل بنفسه أو بغيرك يستوي فى ذلك أن تكون متألم بسبب ضائقة مالية أو نفسية أو خسارة أو فقد أو مصيبة طارئة أو مجرد حالة اكتئاب عابرة أو ظرف نفسي مؤقت لأن كل هؤلاء مجرد وهم ، مجرد سراب ، مجرد فراغ لا يغني من شىء فلا تجعل وجهتك نحوهم ولا تطلب منهم العون ولا تطلب منهم المساعدة واجعل وجهتك نحو الله ، اجعل شكوتك لله ، نعم الله لا غيره فهو جل وعلا لن يتخلي عنك ، لن يخذلك ، بيده الأمر كله بقدرة كن فيكون ، وأعلم أنه فى النهاية لن يقف معك إلا الله