المقالات والسياسه والادب

(٤) لا أريد أن أموت مديونا

بقلم حمدى بهاء الدين

راودتني فكرة الموت كما كانت دوما تراودني وتلح على ذهني وخاطري فى حالات كثيرة من الإكتفاء أو حالات كثيرة من اليأس ودوما كنت أتلقى لوم ونصائح من القراء والمتابعين والأصدقاء والمقربين لكنى لم أكن أعبأ بهذا النقد ولا بتلك النصائح التى أعرفها عن ظهر قلب بل لم أكن أعبأ بما إذا كنت مستعد للموت ذاته من عدمه ، هل أنا مستعد للحساب والوقوف بين يدى الله ؟ هل عندى رصيد يشفع لى فى ذلك القبر أم أنه سيكون قبرا مظلما موحشا ، لم أعبأ بذلك كله ، كل ما كنت أسعي إليه أن أجد نهاية لتلك المعاناة التى لا تطاق وذلك الحزن الذى لا ينتهي بصرف النظر عن المآل الذى يمكن أن أؤول إليه لكن بعد مرورى بضائقة مالية شديدة التعسر وجدت نفسي فيها وحيدا بلا معين ولم تمتد يد العون نحو إقالتي من عسرتي ووجدت نفسى أواجه الظروف وحدى وأقاوم وحدي حتى فشلت كل محاولاتي ولم أخرج من تلك العسرة هنا طرأ على ذهني وخاطري فكرة مرعبة وهى أن أموت وأنا مثقل بالديون متساءلا من ذا الذى يسد ديني بعد مماتي وأنا الذى لم يتطوع أحد لسد ديني وأنا على قيد الحياة ؟ من يقبل سداد دين لا مرد له ولا سبيل لإستيفاء الحق فيه وتساءلت من سيقف يوم جنازتي وأثناء صلاة الجنازة يقول بصوت جهوري أيها الناس من له دين فى ذمة المتوفي أنا كفيل به وسأقوم بالسداد عنه ؟ لا أدرى هل سيقوم بذلك فعلا أم أنه مجرد قول فى مشهد عبثي ؟ وأتساءل هل من تقاعس فى السداد عنك وأنت حى يسد عنك وأنت ميت ؟ ذلك بصرف النظر عن قدرته على السداد من عدمه ، بصرف النظر عن قدرته عن الدافع أو السبب الذى يمنعه ، ومن هنا دب الرعب فى نفسي واضطرب حالى وسيطر الفزع على ذاتي قائلا لا يمكن أن أموت وفى ذمتي دين لأحد سواء كان دين مادى مثل المال أو ما شابه أو دين معنوي مثل المظلمة أو ما شابه ، لابد أن أموت وأنا بلا مديونية مادية أو معنوية ، لقد عشت مستورا أنا ومن هم حولي والأن أريد أن أرحل عن تلك الحياة وأنا مستور بلا عورة ، بلا دين ، بلا مظلمة فأنا لم أطق ذل الدين فى الدنيا ولا يمكن تحمله عند الموت فلا تتركوني أموت وأنا مديون

# بقلم حمدى بهاء الدين

مقالات ذات صلة