العالم يتقدّم بسرعة الضوء يصنع الروبوتات ويخطط للسفر إلى المريخ بينما نحن ما زلنا ندور في حلقة بصل ، نفس رائحة الدموع، نفس القشرة القديمة، نفس الدائرة المغلقة.
ونستهلك كل ما ينتجه غيرنا من تكنولوجيا وطب وعلم ثم نصفق لأنفسنا على “أمجاد الأسلاف” وكأنها بطاقة رصيد لا تنتهي فنرفع شعارات البطولة في الشوارع لكننا لا نعرف كيف نصنع مسمارًا دون أن نستورد الآلة ..
والأطرف من كل هذا ! أن هناك من يريد إقناعنا أن العجز والعنف قدر مكتوب على جبين العرب “يا جماعة هذا طبعنا، خلّونا في دوّامتنا” وكأننا كائنات صُممَت لتصرخ وتقتتل فقط !!!
لكن الكوميديا السوداء الحقيقية أن هذه الحلقة ليست قدرًا إلهيًا ، بل قيد صنعناه بأيدينا فالعقل العربي حُوِّل إلى دجاجة تدور حول نفسها تُمنَع من السؤال وتُطعِم فقط من “أقوال الأموات”…
وإذا أردنا كسر هذه الدائرة فلن يكون بالسيوف ولا بالشعارات بل بكسر القالب الفكري ؛
بعقل يسأل بدل أن يردّد
بدين يُعيد العدل لا يُسوّق للسلطة
بعلم يُبتَكر لا يُحنّط في مخطوطات
والخلاصة نحن أمة تحولت إلى مشهد كاريكاتيري ؛) جمهور يصفّق شيخ يُكرّر وزمن يعيد نفسه وما لم نرسم خطًا مستقيمًا نحو المستقبل، سنظل عالقين في حلقة بصل
