أدب وثقافه

الأرض تشكو

الكوكب الأرضى يشكــو جورنا و يقـــول يا أهلى كفاكم نارا
إنى سئمت من الحروب و شرها تجنى الحروب على الضعيف بوارا
مالى أراكـــــم كل يوم تقتلوا و تشردو وتقطعوا الأمصارا
إنى خلقت و كان ظهري طاهرا لوثتمـــونى بالشرور ضرارا
و لقد بلعت على السنين جحافلا حملوا قلوبا تفلق الأحجـــــارا
الماء فوقى كان عذبا صافيا صارت مياهى ترفض الأمطارا
رفقا بها و بكل ما قد حملت أنفاســــــكم لهب بقلب سكارى
قد عاش في ماضى الزمان جدودكم نعموا بخيرى زينوا الأنهارا
واستزرعوا جسدى فجدت بما به الأن صرت صحاريا و قفارا
الشمس فوقى كنت أرشف نورها أعطى الثمار وأنبت الأزهارا
الأن أصبح بيننا- من ظلمكم – طبق يغطى حاجــــزا و ستارا
الشمس كانت فى القديم حنونة صارت عليكم تبعث الأخطارا
و لسوف تلهب فى القريب جلودكم أفسدتموا خلـــــق الإله جهارا
والقمر كان يحفنى بضياءه فأظل ليـــــــــلا أكشف الأسرار
ما عاد ضوء القمر رمزا للمنى فالحب أمسى يرفض الفجارا
إنى سئمت من النفاق بقلبكم
لا ترحمون ضعيفكم إصرارا
إنى لأدعو الله كل صبيحة لأمــــــيد حتى ترحـــلو أنفارا
لكن ربى لطفه هو مانعى
فهو الرحيم و يمهل الأشـــرار
إنى سئمت الزيف فى أسماعكم فالطير رحل و هـــدم الأوكارا
ماعاد يشدو شدوه مترنما فتكت به ضوضاؤكم إجبارا
إنى سئمت الزيف فى أبصاركم
راح الجمال مهابا ووقارا
فصنعتموا أشباه ما خلق الذى
صنع الجمــال فأبهــر الأبصارا
إنى سئمت الظلم فى أفعالكم ثروات بطنى أهــــــدرت إهدارا
عبث القوى بمعدنى و سوائلى
و غدا الفقـــــير يقطع الأشجارا
زينتموا فوقى بناءا شامخا
و نسيتموا وهما بل استكــــــبارا
أن المليك قضى قضاءا واضحا
أن الفناء يواكـب الإقـــــــــــدارا
يا أيها الإنسان مهـــلا اننى
خلق الإله ليــــــــــنشر الإعمارا
أحمد محمد خضر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى