أخبار العالم

الأمهات من السود واللاتينيين الأكثر تضررا من أزمة نقص حليب الأطفال تكشف عمق العنصرية بأمريكا

كتب وجدي نعمان

رغم أن وجود العنصرية حقيقة مؤكدة فى الولايات المتحدة وتضرب بجذروها فى قطاعات ومجالات مختلفة، فإن أزمة نقص حليب الأطفال التى تعانى منها البلاد منذ أسابيع كشفت عن وجه أكثر قباحة لتلك العنصرية، جعل أسر تشعر بألم أكبر لمجرد أن لون بشرتها ليس أبيض.

وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن الآباء فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة يعانون للعثور على حليب الأطفال، إلا أن الألم أكثر حدة على وجه خاص بين النساء من السود واللاتينيين.  

وذكرت الوكالة أن النساء السود واجهوا تاريخيا عقبات فى الرضاعة الطبيعة، بما فى ذلك نقص دعم الإرضاع فى المستشفى، والمزيد من الضغط فى الرضاعة الصناعية ناهيك عن الحواجز الثقافية. ومن بين المظالم وعدم المساواة الذى تعانى منه الأمهات السود أنهن أكثر عرضة للموت من مضاعفات الحمل بشكل كبير، وأقل احتمالا أن يتعامل الأطباء مع مخاوفهن بشأن الألم على محمل الجد.

كما تواجه الأسر محدودة الدخل معاناة أخرى، وهى أنهم يشترون أغلب حليب الأطفال فى الولايات المتحدة. ويخشى الخبراء أن متاجر البقالة الصغيرة فى الأحياء التى تخدم هؤلاء السكان الضعفاء لا يتم تجديدها بنفس القدر مثل متاجر البيع بالتجزئة الكبيرة، وأن بعض هذه العائلات لا تملك الموارد أو الوسائل للبحث عن حليب لأطفالها.

وتقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية أن 20% من النساء السود و23% من النساء اللاتينيات  ترضعن أطفالهن بشكل طبيعى فقط خلال الستة أشهر الأولى مقارنة بـ 29% من نساء البيض. ويقف المعدل الإجمالى عند 26%. كما أن المستشفيات التى تشجع على الرضاعة الطبيعية وتقدم دعم الرضاعة العام أقل انتشارا فى الأحياء التى يقطنها السود.

 ووجدت منظمات صحة المرأة أيضا أن النساء السود واللاتينيات اللاتى يتم تصنيفهن كعاملات محدودات الدخل لديهن وصول أقل لدعم الإرضاع فى مناطق عملهم.

  وقالت أسوشيتدبرس إن الفوارق العرقية ممتدة فى تاريخ أمريكا. فقد منع الطلب على عمالة الرقيق الأمهات من العناية بأطفالهن، بينما فصل ملاك العبيد الأمهات عن أطفالهن الرضع من أجل خدمتهم كممرضات أو كمرضعات لأبناء نساء أخريات.

وفى الخمسينيات من القرن الماضى، قدمت إعلانات تجارية ذات فئات مستهدفة عرقيا منتجا لحليب أطفال كمصدر ممتاز لتغذية الرضع. وأظهرت الدراسات بشكل مستمر أن الأمهات السود أكثر عرضة لتلقى حليب الأطفال الصناعى فى المستشفيات مقارنة بالأمهات البيض، بمعنى أنه لا يتم تشجيعهن على الرضاعة الطبيعية الأكثر صحة نفس القدر.

وقالت أندريا فريمان مؤلفة كتاب “الرضاعة والعرق وعدم المساواة” إن هؤلاء الأمهات لا يزالوا محرومات من الدعم الذى يحتاجن إليه فيما يتعلق باختيارات الرضاعة الطبيعية أوا لصناعية، وربما يكون لديهن وظائف لا تتوافق مع الوقت أو المساحة المطلوبة من أجل إرضاع الطفل رضاعة طبيعية أو تخزين لبن الثدى لأطفالهن.

وكانت إدارة بايدن قد أطلقت هذا الشر عملية تسمى “الحليب الطائر” والتى تهدف إلى جلب شحنات طارئة من حليب الأطفال من الخارج إلى الولايات المتحدة لمواجهة النقص الحاد فى هذا المنتج الحيوى لملايين الأسر.

وسبق أن انتقد الرئيس السابق دونالد ترامب الغداة الحالية بسبب تلك الأزمة، وقال إن المشرعين فى الكونجرس كانوا يعملون على تمرير 40 ‏مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا فى الوقت الذى تضرب فيه هذه الأزمة العائلات الأمريكية. وألقى باللوم على الديمقراطيين فى دفع التشريع إلى الأمام، فى وقت تعانى فيه الأسر الأمريكية من نقص ألبان الأطفال.‏

ويرجع النقص الحالى جزئيا إلى الضغوط التى تواجه سلاسل التوريد، إلا أن الأزمة تفاقمت عندما تم إغلاق أحد مصانع حليب الأطفال فى ميتشجيان فى فبراير الماضى.

 وتتحكم أربع شركات فقط فى أكثر من 90% من سوق حليب الأطفال. وقد هاجم الديمقراطيون احتكار السوق، لكنهم ركزوا بشكل أساسى على القضية الحالية المتعلقة بإعادة حليب الأطفال إلى أرفاف المتاجر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى