غيداء هايل دندش
تتأسس مبادئ تربية الأبناء الايجابية عن طريق العلاقة الامنة والصادقة والمتواصلة بين الاباء والأبناء. وإقامة علاقة مع أبنائك تتسم بالتفاهم والحب والاحترام ،أمر يعزز من قوة الترابط الأسري. في حين أن العلاقة القاسية تضعف هذا الرابط.
فالتربية الايجابية ترتكز على اهتمام الاباء بمراحل نمو أبنائهم ومعرفة كيفية التعامل مع كل مرحلة ،وتفسير وتوجيه وتقويم سلوكهم بطرق سليمة دون تعريضهم للضرر النفسي .كما أن التربية الايجابية تعتمد على تنمية وتطوير مهارات الطفل اللغوية والحركية والعاطفية.
يقول مايكل لامب، عالم نفس من جامعة كامبريدج، والذي يدرس دور الاباء منذ سبعينات القرن الماضي:”كانت الدراسات تركز على أهمية الحفاظ على علاقة سليمة مع الأم، لكنها لم تهتم بالعلاقات الاجتماية داخل الأسرة،التي يأتي على رأسها العلاقة بين الأب وأبنائه، وهذه العلاقة رغم أهميتها كانت تأتي في المرتبة الثانية بعد علاقة الأم بأولادها.
شخصية الأبناء يصنعها الاباء…
في هذه الكلمات نسلط الضوء على الدور الاساسي للأهل في تكوين شخصية أبنائهم مند الطفولة وحتى سن المراهقة.
صحيح أن هناك عوامل عدة تسهم في تنشئة الطفل وبناء شخصيته و نذكر منها: العوامل الوراثية ،البيئة، العوامل الاجتماعية وغيرها .ولكن يبقى للتربية الوالدية الأثر الأبرز في بناء شخصية الطفل.
أنماط الوالدية:
يرى الباحثون أن هناك روابط بين أنماط الأبوة والأمومة، وبين تأثير هذه الأساليب على السلوكيات الحالية والمستقبلية للأولاد.وقد حددت عالمة النفس ديانا بومريند بعض الأبعاد الرئيسية للتربية، والتي أصبحت منهجا” في استراتيجيات التريبة والتنشئة وأساليب التواصل مع الأبناء. كما رأت أن غالبية الاباء يمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أنماط:
•الاباء المستبدون:في هذا النمط يضطر الأولاد الى اتباع القواعد الصارمة التي وضعها الوالدان المستدبان ،لأن عدم اتباعها يؤدي الى العقاب.ولا يتقبل الأهل ارتكاب الأخطاء من قبل أبنائهم. في مقابل ذلك هم لا يقدمون التوجيهات الكافية لأطفالهم عما ينبغي فعله أو تجنبه.
وهذا النمط المتسلط يخلق نموذجين: إماطفل خاضع وإما طفل عنيد. كما أن هذه الأساليب الإستبدادية تؤدي بشكل عام إلى أطفال مطيعين ذوي خبرة لكنهم يعيشون بخوف وتردد دائمين.
•الاباء الحازمون:هم أكثر ديمقراطية من الاباء المستبدين إذ أن أساليبهم التأديبية هي داعمة وليست عقابية .فهم يريدون أن يكونوا أولادهم حازمين ومسؤولين اجتماعيا”.
•الاباء المتساهلون:هم الذين لديهم مطالب قليلة من أبنائهم ونادراً ما يؤدبون أطفالهم ،و لا يتبعون أسلوب العقاب، كما أنهم يتواصلون جيداً مع أولادهم وغالباً ما يكونون أصدقاء لهم.
وقد اقترح عالما النفس اليانور ماكوبي وجون مارتن أسلوباً رابعاً وهو الاباء غير المكترثين. ويتميز هذا الاسلوب بقلة تواصل الأبوين مع أطفالهم وعدم تقديم الدعم لهم.وهذا النمط له نتائج سلبية إذ يؤدي إلى فقدان الأمن والانتماء عند الطفل.كما يؤدي إلئ نقص عاطفي عند الأولاد مما يتسبب لهم بمشاكل نفسية وإجتماعية.
الاباء المستبدون
معظم الاباء والأمهات يرتكبون الأخطاء بل والأخطاء الجسيمة أيضاً ،ولكن رصيد الإعتناء والإحسان يكفي لتمر هذه الأخطاء بأقل الأضرار الممكنة .
“الاباء الجيدون يرتكبون أشياء سيئة والأمهات الجيدات بما يكفي يقترفن الأخطاء”.
يقول الأميريكي جيم موريسون”بعض الاباء يدمرون أبناءهم قبل أن يدمرهم أي شيء اخر “. يصنعون لهم الزنازنين باسم الحب والحرص والعاطفة…
يظن الاباء أنهم بصفعاتهم يؤهلوننا لعالم قاس لن يربت على ظهورنا. لا يدرون أن ربتاتهم الغائبة هي ما كانت ستؤهلنا لقسوته، وأن صفعاتهم لم تصنع فينا سوى أن منحت الخوف وطناً داخل نفوسنا.
يروي أحد الأشخاص معاناته مع والده قائلاً:كنت خائفاً على الدوام ،فردات أفعاله لم تكن متوقعة قط. كان يغضب لأقل الاشياء، ولا يتناسب غضبه أبدا مع جرمي. كنت أحيا دائم التأهب، دائم الترقب ،مهدد على الدوام …يفزعني صوته في الخارج ،يفزعني نداؤه لاسمي حتى لو اتضح أنه نداءً عادياً .لم يزل حتى اللحظة يفزعني اتصاله الهاتفي. ظهور رقمه على هاتفي يمنحني رعدة خوف:”رباه ماذا فعلت الان؟أي مصيبة يحملها اتصاله؟”.
وتابع تجربته مضيفاً:”كان يظن أنه بهذا ينشىء رجلاً ويقوي ظهره ويمنح جلدي خشونة لازمة ،ولم يمنحني سوى قشرة رجولة ظاهرية تخفي وراءها طفلاً خائفاً متأهباً، يمد عينيه دوماً ناحية صوت خافت لا يمثل خطراً ولكنه يتوقعه وحشاً”.
أشكال الإساءات التي يمارسها الاهل بحق أبنائهم:
الإساءات البدنية: مثل الضرب والصفع واللكم .وهناك أيضاً نمادج كثيرة عن العنف الجسدي مثل الربط والتكتيف والحرق…
الإساءة النفسية:
• مقارنة الطفل بالاخرين وحتى أحيانا مقارنته بإخوته فذلك يسبب له الغيرة والشعور بالنقص.
“لن يستطيع أطفالك أن يحظوا بعلاقة سوية بينهم اذا ما سمحت لمشاعر الغيرة والمنافسة أن تسود بينهم”.فمثلاً بإمكان الأب أن يقول لابنه “انت موهوب في الفن “بدلاً من أن يقول له”إنك أفضل من أخيك في الفن”.
• الطرد أو التهديد بالطرد في حال أخطأ أو قام بتصرف غير مقبول، وهذا يمكن أن يسبب مشكلة سلوكية كبيرة عند الطفل تتمثل بالكذب على الأهل كي لا يكشفوا خطأه.
• الإهمال والتجاهل وعدم الإكتراث بالطفل واحتياجاته ،مما يدفع بالولد أحياناً إلى السرقة لتلبية مستلزماته.
” إن التقليل من مشاعر ابنك سيجعله يشعر بالوحدة والألم”.
• التفرقة بين الطفل وإخوته أو التمييزبين الابناء على أساس امتيازات الجنس (امتيازات الذكور)، او العمر (الطفل المبكر)،أو منح الطفل الذكر مساحة سلطوية، وتحكمه بأخواته الإناث.
“لا يجدر بك تحت أي ظرف من الظروف أن تظهر تفضيلك لطفل على اخر”.
• الألقاب المهنية ، كأن يتم إطلاق اسم او كناية على الطفل متعلقة بسلوكه أو تكوينه، ويتم مناداته بذلك تعزيزاً أو تأديباً.
•التنمر: ربما حيناً بدوام التهكم ،والإنهاك النفسي للطفل بالسخرية أو الاستفزاز أو التعليق على ملامحه (كلون بشرته او وزنه).
• محاولة كبت مشاعر الاطفال وعدم تقديرها.
• صراع الابوين على مرأى ومسمع الابناء بما يتضمنه من إهانات وعنف لفظي وجسدي.
•التركيز على الجوانب السلبية من الابناء وغياب التقدير والتشجيع لهم .
“إن ثقة طفلك بنفسه تعتمد بقدر كبير على معرفته بأن له نقاط قوة تميزه داخل العائلة”.
• كثرة السباب ،ودوام التقبيح ،وكثرة الصياح والصراخ، ونوبات الغضب التي تحصل أمام الابناء.
• التسلط المفرط وقمع مساحات الاختيار، والتهديد بالحرمان ودوام المن بالانفاق.
•التخويف والترهيب أو التأديب بالترويع (عن طريق قصص الخرافات مثلاً).
•خدلان الوعود المتكرر.
كلما كانت الصدمات مبكرة كانت النتائج أكثر تجذراً، وكلما كانت الاساءات من الأقربين كلما تأصلت تلك النتائج في التكوين وكلما ساهمت بشكل أكبر في البناء النفسي لأصحابها.فكما يقال” إن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر”، فإن الاساءات في الصغر وخصوصاً عندما تأتي من الاهل تنحت أيضا نقوشها على نفسية وشخصية الابناء.
فالنشأة تحت سطوة أب مؤذي وأم مسيئة لا تجعل الابناء يكبرون وهم يكرهون اباءهم فقط ، إنما يكبرون وهم يكرهون أنفسهم أيضا.ً
يكبر كل من تربى في تربة الإساءة لا يشعر أنه مستحق للحب، أو أنه يمكن لأحدهم أن يقبله كما هو،إذ يتساءل الولد: “كيف يقبلني أحدهم ومن كانت فطرتهم على محبتي وقبولي لم يستطيعوا ان يمنحوني هذا القبول او تلك المحبة اللا مشروطة؟”. وفي هذه الحالة يعتقد الطفل باللاوعي أنه هوالمسيء والمثير للمتاعب ،كما يشعر بأنه يستحق اللوم و يستحق العقوبة.
لذلك نجد أصحاب المواهب المعطلة والطاقات المهدورة والامكانات الدفينة ليس لديهم ثقة بأنفسهم. فرغم التفوق والقابلية الفريدة فيهم للتميز والبروز ،يرسفون في قيود التشكيك الذاتي، فيشكون في أنفسهم ويشعرون بأنهم لا يستحقون وأن ما هم فيه هو قدرهم المكتوب ، وكأن الحياة أو القدر أو الله لا يسمح لهم بأكثرمن ذلك.
فبعض الأهل لا يلتفتون لبعض اضطرابات أبنائهم والامهم النفسية حتى يؤثر الأمر على دراستهم وتفوقهم وعندها يهمون لتدارك الامر وإنقاد أولادهم.
يقول مايكل لامب، عالم نفس في جامعة كامبريدج والذي يدرس دور الاباء مند سبعينات القرن الماضي:”إن العلاقة بين الأب وابنه كشأن العلاقة بين الأم وصغيرها، قوامها الارتباط العاطفي، وإدراك احتياجات الطفل النفسية والعاطفية والاستجابة لها”.
دور الأهل في التربية الإيجابية
تعد الأسرة الخلية الاولى في البناء الاجتماعي، حيث يكتسب الانسان معارفه وخبراته وسلوكاته الاجتماعية الاولى من هذه المؤسسة، وذلك من خلال ما يتعرض له من مثيرات تربوية إيجابية أوسلبية ،والتي تسهم في تكوين ملامح شخصيته الذاتية والاجتماعية .وهذا ما يلقي مسؤولية كبيرة على الوالدين.
وعلى الرغم من هذه الأهمية التربوية للأسرة ، فإننا نجد الكثير من الاباء والأمهات لا يهتمون إلا بتامين متطلبات النمو المادية للأطفال مثل الغذاء واللباس والصحة أكثر من الاهتمام بالجوانب الاجتماعية التي تؤهل الولد للاندماج في المجتمع.
فما هو دور الوالدين في تكوين الشخصية الاجتماعية عند الابناء ؟وما هي أفضل الأساليب التربوية التي يجب على الأهل اتباعها لتحقيق هذا التكوين؟
•إتاحة المشاركة للطفل تنمي شخصيته الاجتماعية السوية القادرة على التفاعل مع الاخرين.
•التواصل مع الابناء والإنصات لهم: أنت بحاجة الى أن تطلب منهم رأيهم وتستمع لردودهم، وأن تتشاور معهم في الشؤون الحياتية. فغالباً في هذه الحالة لدى وصولهم الى سن المراهقة سيخبرونك عن مشاكلهم دون انتظار لأن تسألهم.
•توفير الامن النفسي الاجتماعي وإشباع حاجات أبنائهم ورعايتهم: إن الاولاد يتأثرون بالاهل بشكل كبير، واذا لم تلتزم الحذر فقد تكبل أبناءك بقدر هائل من المخاوف .لذلك على الاهل أن يكونوا حريصين على مشاعر أبنائهم، لأن هذا قد يحد من حياة الاطفال النفسية والاجتماعية بشكل كبير.
“بما أن الاولاد يتخيلون قدراً كبيراً من المخاوف بطبيعتهم ، فهم ليسوا بحاجة لمخاوفك أيضا”
•العمل على تنمية الضمير والسلوك الخلقي عند الطفل وتنمية ثقته بنفسه وتشجيعه على تحمل المسؤوليات.
•الإبتعاد عن أساليب الهيمنة والسيطرة والتسلط في التعامل مع الاطفال. فقد اكتشف الباحثون أنه إذا ما عنفت الطفل فالاحتمال الأغلب أنه لن ينفد ما تريد كما إذا لم تقم بتعنيفه.
• التماسك الأسري: توفير الأجواء الأسرية المفعمة بالمحبة والطمأنينة والأمن والمودة.
“إن الاباء الذين يصرخون في أبنائهم غالبا ًما سيكبر أبناؤهم وهم معتادون على الصراخ بدورهم ،والاباء الذين يعبسون يشجعون أبناءهم على العبوس ،ومن يشكون كثيراً سيكون أطفالهم شاكين كذلك. فالاهل إذاً يؤثرون على الحالات المزاجية لأطفالهم “.
•اتباع الحواروالنقاش والاحترام المتبادل وسيلة للتفاهم: إن معاملة الاباء والأمهات للطفل على أساس من الاحترام والتقدير من شأنها أن تؤدي بالطفل إلى الاحساس بالسعادة والارتياح ،فضلاً عن نمو قدراته الذاتية وامتلاك مهارة التواصل والتعامل مع الاخرين.
“إن أطفالك يستحقون الاحترام ،فهم بشر قبل أي شيء ،والأهم من ذلك هو أنك لن تحصل منهم على الاحترام قبل أن تظهره لهم أنت أولاً. وهذا لن يقوض من سلطتك عليهم، وسرعان ما سيتعلم أطفالك أن استخدام العبارات اللائقة معهم تبدو في ظاهرها كطلبات إلا أنها في حقيقة الأمر أوامر يجب اتباعها،على سبيل المثال “لا تنس أن تنظف أسنانك قبل أن تنام لتحافظ عليهم” بدلا ًمن القول:”هيا نظف أسنانك.”
•الاتفاق على قواعد أساسية للتعامل بين أفراد الاسرة، ومن هذه القواعد: التحدث بأدب،التعاون في كل أمور المنزل واهتمام كل فرد بممتلكاته الشخصية.
• احرص على تنفيد ما تقول ،والا فلن يهتم ابنك بأي تهديد تطلقه بعد ذلك ،لانه صار يعلم أن تهديداتك جوفاء.
“ليست السلوكيات الطيبة فقط هي التي يمكن تعليمها لاطفالك عن طريق تقديم القدوة، فعليك كذلك ألا تخرق أي وعود وعدتهم بها أو تكذب عليهم أو تتفوه أمامهم بالسباب اذا لم ترد أن يحذوا حذوك.
•استخدام أسلوب التحفيز والتشجيع على السلوك الايجابي، ومن الافضل أن يكون التشجيع معنوياً أكثر مما هو مادياً.
“إن الاطفال يتصرفون بعدوانية إذا ما لاحظوا أننا نتجاهلهم”.
•احترام مشاعر الابناء وتجنب الحديث عن عاداتهم السلبية وأخطائهم أمام الاخرين ،لأن النقد والسخرية يؤديان الى ضعف الثقة بالنفس والانطواء، وأحيانا الى العناد واستمرارية السلوك السلبي.
•محاسبة الابناء على سلوكهم السيء فقط دون أخد موقف شخصي منهم أو مقاطعتهم .
“ما عليك فعله هو أن تدين السلوك السيء وليس الطفل نفسه”.
•استخدام أسلوب المدح لأن ذلك يدفع بالولد الى التقدم والتطور، ويعزز لديه السلوك الايجابي.
معظم الاباء ينسون أن يثنوا على سلوكيات أطفالهم الايجابية والمهذبة وذلك لأنهم يتعاملون معها كشيء مسلم به، لكن الطفل يحتاج دوماً لمعرفة أنك لاحظت سلوكه الجيد .”أنت ذكي ومحترم ،لذلك أنا فخور بك”، فمثل هذه العبارة تقنعه بجدوى استمراره في تبني السلوكيات الطيبة في المرات المقبلة.
•إظهار الحب والحنان للابناء” اظهر سعادتك لرؤيتهم”.
ففي بعض الاحيان عندما يدخل الطفل من باب المنزل عائداً من المدرسة أو من نزهة بالخارج ،فتكون أول تحية يتلقاها من والده أو من والدته هي “اخلع حذاءك القذر هذا”أو “رتب ثيابك على الفور “، وهذا ما يشعر الولد بالتجاهل ،حيث إن عدم إعطاء الطفل أي اهتمام يساوي في السوء إعطاءه اهتماما ًسلبيا.ً
•على الأبوين أن يتقبلا وقوع الأولاد في خطأ وأن يحاولا توجيههم بتقديم النصائح والارشادات لا بالتأنيب والتوبيخ.
• لا يمكنك دوماً أن تبني قراراتك على أسوا الاحتمالات: لا بد من السماح للاطفال بتعلم الدروس من أخطائهم، وأن يتعلموا شق طريقهم بأنفسهم. فإذا لم يخاطروا لن يتعلموا ،وإذا لم يرتكبوا الاخطاء لن يحققوا الانجازات.
“لا بد أن يتعلموا كيف يخططون لحياتهم، وهذا يشمل كذلك تعلمهم كيفية تحمل العواقب السيئة لأفعالهم”.
•”إنك بحاجة لأن تعلم أبناءك أن اعتذارهم يجب أن يكون استجابة ًغريزية”.
يعتبربعض الاباء أنك اذا ما اعترفت بخطئك أمام طفلك فأنت بهذا تقوض من ثقة طفلك فيك، ولكن على العكس تماماً، كلما أبديت استعداداً للاعتذار حين ارتكابك للخطأ، أدرك أطفالك أنه لا يقلل من شأن المرء اعترافه بارتكاب الخطأ. وبالتالي سيفهمون بأن كل الناس يرتكبون الاخطاء، وأنه ليس هناك من أمر مخجل ما دمت تعترف بالخطأ وأنت مستعد لتصحيحه.
الاخطاء التي يجب على الاهل تفاديها في تربية ابنائهم:
التحكم بالأولاد: إن التحكم بتصرفات الابناء بشكل كبير ومنعهم من اتخاد القرارات الخاصة بهم يعرضهم لمشكلة كبيرة وهي الاعتماد على الاهل والاتكال عليهم طوال حياتهم، كما يضعف من شخصيتهم في المجتمع.
المديح الزائف:من الأخطاء الاخرى التي يقع بها بعض الاهل هي مدح الابناء بشكل مبالغ به مهما كان ما يفعلونه أمراً سيئاً، بدلاً من تنبيههم على أخطائهم لكي يتفادوها في المستقبل
التناقض:لا تعارض نفسك أمام ابنك ،ولا تقوم باتخاد قرار ما، وبعد فترة تتخد قراراً معاكساً له، لأن ذلك يخلق له حالة من التردد الدائم.
عدم استعمال لا المزاجية في التعامل مع الابناء لأن ذلك يؤدي إلى تعنت الاولاد ويخلق حالة من العناد السلبي لديهم.
لاتحاول أن تجعل أولادك مثاليين :اذا حاولت تنشئة طفلك بحيث يكون طفلاً مثالياً، فسوف تفشل وتتعب نفسياً، كما أنك ستعرض طفلك لكم هائل من الضغوطات ،فيجب أن نعرف أن كل ولد له قدرات تختلف عن الاخر.
الحماية المفرطة والتدليل الزائد: هذا الأسلوب في التربية يؤثر تأثيراً سلبياً على شخصية الطفل ،فينشأغير قادر على تحمل المسؤولية ،وغير قادر على التخطيط لحياته المستقبلية ،لانه اعتاد على وجود من يقوم بذلك عنه.
بعض الاعتقادات المغلوطة في التربية الايجابية
•التربية الايجابية فطرية:حيث يظن الكثير من الاباء أن التربية بالفطرة ،ولا تحتاج لخبرة. وهذا اعتقاد خاطىء، فعلى الوالدين أن يكونوا على علم بعلوم وأسس التربية الايجابية.
•التقليد الاعمى في التربية الايجابية لأساليب موروثة :حيث يستخدم الكثير من الاباء الطرق التقليدية في التربية الايجابية، ولكن لكل زمان أسلوب ،فتختلف أساليب التربية باختلاف العصر ومن جيل لاخر.
“لا تربوا أطفالكم كما تربيتم فقد خلقوا في جيل غير جيلكم”
•التقليد الاعمى في التربية الايجابية للاخرين :على سبيل المثال التقليد الأعمى للغرب دون النظر لما يتفق مع دين او ثقافة أو ما يناسب العادات والتقاليد والأعراف للمجتمع الذي نعيش فيه.
•تحقيق الامنيات الشخصية في الابناء دون النظر لما يحبونه وما يتمنونه.
•من السهل غرس القيم الأسرية والتربوية: وهذا اعتقاد خاطىء، فالقيم تحتاج لوقت طويل لغرسها وتأسيسها .ولكي يتم غرس هذه القيم لا بد من وجود قدوة ومثل أعلى في الاسرة.
•إن التربية حرب بين الوالدين والابناء ولا بد من كسب الحرب: وهذا تفكير خاطىء، فالتربية لا تتم بالقوة والضغط على الأبناء ،إنما بالحوار والنصح و إعطاء الارشادات.
•معاملة جميع الابناء بأسلوب واحد: وهذا ليس بالتصرف الصحيح، فعلى الوالدين استخدام الأسلوب الذي يناسب كلاً منهم.
في النهاية، كل منهج تربوي صحيح شرط أن يحفظ كرامة الطفل وإذا عجزت أساليب التربية فربّ بحب:
يجب اتباع النمط المتوازن في تربية الأبناء ،وهي تلك التربية المتوازنة التي تجمع ما بين التعامل باللين والحزم معاً،حيث يعتقد البعض أن إصدار الأوامر بشكل متسلط والديكتاتورية في التعامل مع الأبناء واللجوء في بعض الأحيان للعنف لفرض السيطرةهي الحل الأمثل في التربية والطاعة.ولكن على العكس تماماً ،فإن هذه الطريقة تؤثر على شخصية الإبن و على ثقته بنفسه، وتنعكس على تعاملاته وتصرفاته مع الاخرين أيضاً.
وأخيراً… لأن الأطفال هم بناة المستقبل ولأننا نحتاج لثورة فكرية وأخلاقية في مجتمعاتنا العربية، أدعوك عزيزي القارئ أن تحرص على تربية أطفالك وفق قواعد وأصول سليمة.
المراجع
•كتاب بعنوان”أبي الذي أكره”(تأملات حول التعافي من إساءات الأبوين وصدمات النشأة) ،عماد رشاد عثمان ،الرواق للنشر والتوزيع.
•كتاب مترجم بعنوان”قواعد التربية” للكاتب البريطاني ريتشارد تمبلر.
•كتاب بعنوان”استراتيحيات التربية الايجابية” للمِؤلف والكاتب مصطفى أبو سعد.
• بعض المواقع على الانترنيت.
تابعنا على
زر الذهاب إلى الأعلى