أخبارالسياسة والمقالات

التفكك الأسري تعريفه وأسبابه وعلاجه 

*التفكك الأسري :تعريفه، أسبابه، علاجه*

 

إعداد :دانية مصطفى زهرة

 

بحث تخرج “دبلوم الارشاد الاسري”

 

المقدمة

 

أخذت من الشمس حرارة وعطفا، ومزجتهما باحترام ورويتهما من رذاذ المطر المنعش لأرض عطشى، لتفيض لنا ثمارا وبركة ووزينة لدنيا جميلة.

 

إنها توليفة متاحة للجميع، لكنها تحتاج صبرا وطولة بال قد يفتقدها الكثيرون.. غير أن الحصول عليها قد يحتاج بعض خطوات وبعض التدريب.

 

وكذلك العائلة بعامودينها (الأم والأب) تحتاج توليفة إحترام وحب وتضحية، لتنضح بأسمى معان وأرقى صور..

 

وفي هذا البحث المتواضع سيتم الإنطلاق من التفكك الأسري لنصل من متاهاته المظلمة إلى فتحة من نور ونحاول أن نعيد للأسرة ضحكتها وترابطها وتفاعلها الناجح.

 

فأساس سعادة واتزان وترابط الأسرة هو التوافق بين عامودي الأسرة (الأم والأب) فالتوافق والتوازن بينهما ينضح بكل جميل مع الأبناء.

 

ولكن حتى في أجمل الأوقات، قد يحدث ما يزعزع بعض الثوابت بينهما، وهنا يكون الإختبار..

 

هل سيصلحان ما تزعزع؟

 

هل سيتناوبان على التضحية في سبيل العائلة؟

 

هل هناك أساسا ما يستحق التضحية؟

 

أم سيكملان بزواج صامت؟

 

أم ستتفكك الأسرة؟

 

تعريف الأسرة

 

فأساس الأسرة هي عبارة عن مجموعة أشخاص تربطهم صلة الدم، ويتشاركون المسكن والمأكل والمشرب.

 

قد تكون أسرة كبيرة (ممتدة) تضم الجد والجدة والأولاد والزوجات والأحفاد، وقد تكون أسرة نواة مؤلفة من الأب والأم والأولاد.

 

ويصفها (أوجبرن ونيكوف) بأنها رابطة إجتماعية صغيرة..

 

ويعرفها علم الإجتماع بأنها جماعة بيولوجية نظامية تتكون من رجل وامرأة بينهما روابط زواجية..

 

ويعرفها الإسلام على أنها مفهوم شامل وواسع، وهي الوحدة الإجتماعية التي تحفظ النوع الإنساني كله وتتألف من رجل وامرأة يرتبطان معا بعلاقة زواج شرعي، وينتج عن هذه العلاقة أبناء.

 

ونصل إلى لب موضوعنا..

 

التفكك الأسري..

 

فما هو التفكك الأسري؟؟

 

التفكك أو التصدّع، حالة من الخلل نتيجة لخلافات على بعض الأصعدة، وقد يؤدي إلى الفشل في تأدية الدور التربوي مما يؤدي إلى انخفاض مستوى التنشئة الإجتماعية.

 

تفكك أسري ويكيبيديا

 

كما وقد عرّفته الكاتبة (أميرة الدراجي) في مقالتها في صحيفة التحلية على أنه انفصال مجموعة من العناصر عن بعضها البعض وانهيار للأدوار والروابط الإجتماعية.

 

فما هي بعض أسباب هذا التفكك الأسري؟

 

– أسباب إجتماعية

 

– أسباب ثقافية

 

– أسباب نفسية

 

– أسباب مادية

 

– شبكات التواصل الإجتماعي

 

– الحروب والأوبئة

 

– أسباب صحية

 

– أسباب زوجية

 

فلنبدأ بالأسباب الإجتماعية التي قد تكون اختلاف الطبقات الإجتماعية بين الزوج والزوجة واختلاف البيئة.. ومن المنطقي أن لا يتضح الإختلاف من أول الزواج، وقد تكون فترة الخطوبة به قصيرة أو يكون القناع الإجتماعي سيد الموقف، حيث أنهما لم يكونا يتفاعلان بشخصياتهما الحقيقية وكان غشاء الحب هو الأساس.

 

وبعد فترة من الزواج، يتضح الإختلاف، وهنا يكون دور الزوج والزوجة حل الخلافات وإن كان ظهور علامات الحمل، فيزداد الوضع سوءا، أو يكون دافعا جيدا لحل المشكلات وبناء الأسرة.

 

وقد يكون التدخل في حياتهما من الأقارب وعدم وضع حد لذلك من الأسباب المهمة أيضا.

 

الأسباب الثقافية

 

إن كانت مرتبة الزوجة ثقافيا تتخطى مرتبة الزوج، قد تكون عاملا مهما في التأثير على نفسية الزوج وشعوره بعقدة الدونية. لينقلب الوضع شجارا مع كل نقاش وعلى أتفه الأسباب.

 

الأسباب النفسية

 

الأسباب النفسية المرتبطة بعقدة الدونية عندما يكون المستوى الثقافي والمادي والإجتماعي للزوجة أعلى من تلك عند الزوج، مما يسبب مشاكل جمة ومن أبسط وأتفه المواقف.

 

وهذا ناتج عن مجتمع ذكوري لا يقبل بأن تكون الزوجة أفضل مستوىً ماديا أو ثقافيا من الرجل. وقد يكون الطلاق عاملا مهما في تفكك الأسرة وخصوصا إن لم يكونا على قدر من الإحترام ويستخدمان الأطفال كبش محرقة!

 

الأسباب المادية

 

من المتعارف عليه المثل الشعبي الذي يقول (عندما يدخل العَوَز من الشباك يخرج الحب من الباب).. ولا شك أن هناك نسبة من السيدات اللواتي لن تتكيف مع العَوَز أو الفقر.. وتبدأ المشاكل مع ازدياد طلبات المنزل وعدم قدرة رب المنزل على تلبية الطلبات المتوجبة عليه وإن كانت الأساسية.

 

الأسباب الصحية

 

إن مرض الزوج أو الزوجة وعدم قدرته / قدرتها على إتمام الوظيفة بشكل جيد، ليكون طرفا ناقصا وعالتا مزعجة على العائلة.

 

قد يصاب الزوج بالشلل جراء حادث، وقد تصاب الزوجة بأمراض خاصة بالولادة والنفاس.

 

الأسباب الزوجية

 

مرتبطة بشدة مع الأسباب الصحية وعدم قدرة أحد الزوجين على قيامه بالواجب الزوجي.. مما يؤدي إلى شرخ كبير وقد لا يتحمل الطرف الآخر هذا التقصير الذي لا حدود له.

 

شبكات التواصل الإجتماعي

 

وقد تكبر الفجوة بين أفراد الأسرة، ويتقوقع كلٌّ في غرفته مع جهازه الذكي.. وتبدأ ساعات الليل بالأم وجهازها والأب وجهازه وكذلك الأولاد، فال تواصل فعال بينهم ولا تبادل حديث أو أفكار، وقد تجمعهم طاولة الطعام وكلٌّ في فلكه الخاص به..

 

وهنا قمّة الخطأ، حيث قد يتعرف كل شخص على شخص افتراضي وتبدأ المشاكل بالتطور إلى الأسوء والأسوء، لنكون أمام مواجهة صريحة مع الخيانة الزوجية.

 

كما وأن تواصل الأبناء مع أشخاص إفتراضيين يضعهم في مواججهة مع الإبتزاز الإلكتروني بأبشع صوره.

 

الحروب والأوبئة

 

من بداية الخليقة ونحن مع مواجهة حقيقية مع الحروب والأوبئة، ومع كل مواجهة يكن الزوج إما محجورا مع الوباء أو في الصفوف الأمامية في الحروب، وفي كلتا الحالتين تكن النتيجة وابلا من المشاكل في الأسرة، بين رجل وتدخلاته في كل شيء ويحصل بعض الشرخ في علاقات الأسرة فيما بينها، وبين رجل غائب وقد يستشهد في الحرب ليترك العائلة مشروخة.

 

نتائج التفكك الأسري

 

إن إهمال المشكلة وتراكمها يؤدي إلى ظهور فجوة بين أفراد الأسرة، وتكبرمع الوقت ليكون نتاجها واضحا على أفراد الأسرة:

 

نتائج خاصة بالأم:

 

– إفراغ المحتوى السلبي الإنفعالي على الأولاد تأنيبا وضربا وتعصيبا (عنف أسري).

 

– اللجوء إلى شبكات التواصل لملء الفراغ العاطفي (خيانة).

 

– إهمالها لنفسها أو لبيتها.

 

نتائج خاصة بالأب:

 

– إفراغ شحناته السلبية الإنفعالية على كل من في المنزل من زوجته وأولاده (عنف أسري).

 

– قد يصل به إلى طلاق زوجته معتبرا أنها المخطئة وأنه ليس جزءا من المشكلة.

 

– قد تتطور المشكلة عنده ويتزوج بأخرى محاولة منه إلى وضع نكهة جديدة في حياته غير واع لخطورة هذه الخطوة غير المدروسة (فللزواج الثاني ضوابط يجب مراعاتها).

 

نتائج على الأولاد:

 

لعل الأولاد ينالون نصيب الأسد في هذه العتمة، لأنهم نتاج بيئة مفككة، لذلك سيواجهون عدة مصائر:

 

-الجنوح بكل أنواعه (سرقة، قتل، احتيال) ومنه سيكونون عبارة عن أفراد مهيئة للقيام بأسرة مفككة مرة ثانية لأنهم لم يجدوا المثال الصحيح ليقتدوا به.

 

بعض طرق علاج التفكك الأسري

 

لعل الطريقة الأوضح والأقرب هي استشارة مرشد أسري ليحاول وضع خطة علاجية معتمدا على نقاط أساسية تكون محور الحياة السعيدة والمتفاعلة بطريقة سليمة، وسيكون منوطا به توضيح المشاكل ومساعدتهم لإيجاد حلول مناسبة عبر رؤيته للموضوع بشكل علمي وواقعي ومنطقي. وقد يحتاجون لتدخل طبي..

 

ويجب أن يكون في معلومهم بأن الحب وحده لا يكفي وأن الإحترام المتبادل والتضحية المتبادلة هما أساس أي علاقة حيث أنه إن فُقِدَ الحب ظل الإحترام، لكنه إن فُقِدَ الإحترام.. ذهب معه كل جميل!

 

ولعله من الجميل أن تساعد الزوجة زوجها إن كان في مقدورها، وعلى أساس إتفاق مسبق، أو بطريقة لبقة ذكية، حيث يجب أن لا ننسى أن مجتمعنا الشرقي الذكوري لا يسمح، لكن لمقتضيات الحياة في أيامنا هذه يجب أن يكون الأب والأم كلاهما يعملان، تماشيا ورضوخا مع متطلبات الحياة الصعبة.

 

خاتمة

 

كل ما سبق في هذا البحث المتواضع عبارة عن حياة قاسية وإنكار للمشكلة لا منذ البداية، والإستسلام لغشاوة الحب، إنه شيء جميل لكن يجب أن يكون العقل حاميا له ويكون الإنسان قادرا على التفاعل السليم مع عائلته والتعاون معهم، فلا حياة سليمة بلا تضحية متبادلة.

 

مع شكري وتقدير

 

 

 

 

 

اعلان

 

 

 

اعلان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى