أخبارالسياسة والمقالات

المرض الشيق /دعاء موسى

المرض هو ابتلاء من الله عز وجل لاختبار مدى رضانا وصبرنا على ما كتبه لنا سواء كان

هذا المرض عضوي او نفسي واليوم سوف نتحدث عن مرض ممتع وهو الببلومانيا.
ماهو مرض الببلومانيا؟
هوس الكتب أو داء العباقرة أو مرض المثقفين مرض نفسي وهو نوع من أنواع الوسواس القهري ، غير معترف به على انه

اضطراب نفسي من قبل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية ، تبدأ أعراضه بشكل غير ملحوظ في سن صغيرة

حيث يمتلئ المريض بالبهجة والسعادة لمجرد رؤيته الكتب ثم تتفاقم هذه السعادة في جمعه الكثير منها.

كما وأشار بعض الخبراء النفسيين إلى أن اضطراب “الببلومانيا” أو هوس جمع الكتب حالة متطرفة من حب الكتب، هو نوع غريب

من الهوس يطلق على من لديه مكتبة كبيرة تفيض بالكتب، والذي يشعر بالشره الدائم لامتلاك الكتب ولا يعقه شيء في امتلاك أي كتاب يراه، فهو لا يري سوى كتاب جديد لا يمتلكه ويرغب به بشدة.

لا يشترط المهووس نوع محبب من الكتب، إنما يود امتلاك أي كتاب، تحت ذريعة أنه يمكن أن يحتاجه في المستقبل، فهو لا يتحمل رؤية كتاب ليس ملكًا له، أو حتى مجلات أو

جرائد، والببلوماني إنسان على الاغلب يرتدي نظارة طبية ويصاب بصداع مزمن لعدم قدرته على ترك الكتاب الجيد في الوقت المناسب، و يفترض أنه لا يملك رصيد في البنك أو كونه من الأغنياء، لأنه ينفق كل ما يملك من الأموال

على شراء الكتب فقط، إضافة إلى ذلك أنه يرفض أن يعير أحدًا كتاب، مهما كان قريبًا منه فهو لا يثق في أحد ولا يأتمنه على كتابه.

وتشير الخبيرة النفسية سهام حسن إلى ان الببلوماني شخص منطوٍ على نفسه لا يعرف

العلاقات الاجتماعية، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، ولا يتذكر تواريخ الأحداث المهمة في حياته كتاريخ زواجه أو في أي المراحل

يدرس ابنه، ولكنه يتذكر تاريخ وظروف شراء أي كتاب يملكه، ومن الأعراض أيضا شراء عدة نسخ من نفس الكتاب ونفس الطبعة حيث تجده يتلذذ ويستمتع في كل مره يشتري فيها الكتاب، أحيانا يقوم المصاب بهذا الهوس

بسرقة الكتب والاسم العلمي لهذا المصطلح “bibliokleptomania” وهو يعني سرقة الكتب ويندرج تحت مرض الببلومانيا حينما يتطور، حيث انه لا يشعر بأي ذنب عندما يقوم بسرقة الكتب.

سيصل الحال بمن يعان من هذه الاعراض في نهاية الامر إلى شراء الكتب وتجميعها وتكديسها ولو لم يقرأها، مكتفياً بها كديكور

في منزله يريح قلبه النظر إليها !، لعل ذلك الهوس يزيد إلى حد أن يقوم ذلك القارئ المهووس بسرقة الكُتب من المكتبات العامة والمكتبات التجارية والمكتبات الشخصية ومعارض الكتب.

تؤثر حالة مريض هوس الكتب على المحيطين به، لأن امتلاء المكان بالكتب يثير ضيق وضجر الزوجة والأبناء والأشقاء والشقيقات،

وكذلك الأصدقاء الذين يشاركونه في نفس المكان. على سبيل المثال، إذا احترق بيته فإن ما أول ما ينقذه هو كتبه، ويشير الأطباء إلى أن من يعاني هوس الكتاب يكون دافعه في العلاج ضعيفاً، وبالتالي فلا تظهر نتيجة

ملحوظة له. ويمكن في أحيان أخرى ألا يستمر فيه، ويوضح أحد الأبحاث أنه على الرغم من أن الببلومانيا مرض، إلا أن القليلين من يبدون رغبة في العلاج.يشير علماء النفس

إلى أن هوس الكتب لا يعتبر مرضاً نفسياً أو عقلياً، حيث إن معظم المصابين به يتمتعون بالكفاءة العقلية، وتندرج هذه الحالة في الوسواس القهري، وهناك عدد من المشاهير أصيب بهذا المرض الذي اعتبره البعض داء العباقرة والمبدعين.

وكان أول من أصيب بهوس الكتاب الشاعر اليوناني يوربيديس في القرن الخامس قبل الميلاد، وممن عانوا منه السير توماس فيليبس الذي وصل عدد الكتب والمخطوطات

لديه ما يقارب 160 ألف كتاب ومخطوط، وبيعت في مزاد بعد وفاته استمر حوالي 100 سنة، ومن أشهر الحوادث في هذا المجال،

المواطن الأمريكي ستيفن بلومبرج الذي نجح في سرقة 24 ألف كتاب وكانت قيمتها تقدر بحوالي 5.3 مليون دولار.

وبعد الحكم عليه بعقوبة السجن 42 عاما، قدم محاميه ما يثبت أنه يعاني سلوكاً قهرياً

دفعه إلى ذلك السلوك، وهو ما يعزز ولعه بالكتب، فتم تخفيف الحكم لعامين مع إلزامه برد الكتب التي استولى عليها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى