أخبارالسياسة والمقالات

الملك الانسان بقلم سحر أبو العلا

بقلم سحر أبو العلا

الملك الانسان

ذات يوم كان الملك فاروق فى طريقه إلى تفتيش بانشاص و اثناء سيره بالطريق استوقفته سيدة ريفية حملت طفلها على كتفها و حملت قفة على رأسها ظنا منها بأنها سيارة أجرة لنقل الركاب بين القرى و الأرياف .

ووقف الملك سائلا السيدة عما تريد ، فأجابت : “إنت رايح إنشاص يا ابنى ؟” فأجابها بالايجاب .

فقالت السيدة:

“توصلنى لغاية تفتيش الملك بكام؟” فقال : “عاوزة تدفعى كام ؟” أجابت السيدة : “و النبى ما معايا غير تلاتة تعريفة يا ابني ..خدهم و وصلني”.

فأشار الملك للسائق أن يجلس فى المقعد الخلفي و قال لها : “ادخلى يا ست” .

فقالت السيدة : “طيب خد العيل منى لما أحط القفة” .

فأخذ الملك الطفل منها و حمله بين يديه ثم جلست السيدة إلى جواره و انطلقت السيارة فى طريقها لإنشاص و فى الطريق فهم الملك من السيدة الريفية أنها تقصد تفتيش إنشاص لترجو ناظر التفتيش أن يؤجل لها بيع جاموسة محجوز عليها من التفتيش لتأخرها فى دفع إيجار فدان تؤجره و تعطيه جنيها على الحساب لحين سداد الباقى فأخذت الشفقة الملك و قال لها : “اسمعي .. خدى الورقة دى و إديها للناظر وهو يسيب لك الفلوس المتأخرة كلها” .

و كتب أمرا على ورقة بيضاء تحمل توقيعه و أعطاها للسيدة التي لم تكن تعرف شخصيته فلم يكن في ذلك الوقت – قنوات تلفزيونية و لا اعلام مرئي – ترددت السيدة فى أخذ الورقة و قالت :” يا ما يا سيدى جبت له وسايط، هو ده بيقبل رجا حد؟ وفر يا ابنى على نفسك الورقة و بلاش كسوف” .

فأصر على إعطائها الورقة و أخرج ورقة من فئة العشرة جنيهات و أعطاها لها و هو يقول :” اتفضلي العشرة جنيه دول ادفعي منها الايجار و إدي الناظر الورقة” . فاندهشت السيدة و قالت : “و لما انت يا ابنى غني كده ليه بتشتغل سواق أومال؟” فأجابها الملك :” القسمة كده” . و أنزل الملك المرأة قبل التفتيش دون أن تدري شيئا عن شخصيته ، الى ان أعطت الورقة لناظر التفتيش و قصت عليه حكايتها ، فعرفعها بجميل الملك فاروق و موقفه النبيل و الانساني و عندها انطلق قلب السيدة قبل لسانها يدعو للملك الانسان .. عليه رحمة الله .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى