المقالات والسياسه والادب

بين الصبر والأمل ضاع المستقبل

 

 

كتب / فاطمة عبدالواسع 

 

منذ الصغر، نحلم جميعًا، نرسم لأنفسنا طريقًا واضحًا: 

 

إلى أين سنصل؟ وكيف سنكون؟

 

فنحن لا نعيش لمجرد الوجود، بل لنحقق وجودًا فعليًا، بنهجٍ وحياةٍ تُثبت أننا “كنّا”.

 

نضع الخطة، ونجتهد، ونجاهد، فيتحقق بعض ما أردنا، ويتأجل البعض الآخر، وهنا يولد الصبر ليكون سلاحنا الذي نحمي به الأمل حتى يكتمل الحلم.

نمضي بين العثرات والنجاحات، نُفرحنا لحظات التوفيق، فنرى في الأمل نورًا جديدًا يقودنا إلى ما تبقى من الطريق.

 

لكن حين تزهر الثمار وتظهر نتائج الجهد، يظهر معها أعداء النجاح؛ لا يزرعون، ولا يتعبون، بل ينتظرون لحظة الحصاد ليقتطفوا الثمرة، ويضعوها على “تورتة نجاح مزيف” يزعمونه لأنفسهم.

 

فنعود نحارب ونصبر من جديد، نراجع خطواتنا، ونتعلم كيف نتفادى فخاخهم، ونكمل المسير بحذرٍ ووعيٍ أكبر.

 

ثم نصل إلى موسم حصادٍ جديد، نحصد فيه تعب السنين، ونفرح بتتويجٍ مستحق، لولا أن صيادي الصقور يترصدوننا من جديد، لا نعرفهم ولا نراهم، لكنهم ينهشون النجاح في الخفاء.

 

فتنهك المحاولة، ويضعف الضمير بعد طول مجاهدة، وتنطفئ شعلة الصبر والأمل معًا…

وفي لحظةٍ صامتة، نُشيّع المستقبل بين الصبر والأمل.

مقالات ذات صلة