أخبارالسياسة والمقالات

تعريف الاكتئاب.

 اعداد الكاتب سمير الشرنوني

الكثير منا يستخدم هذا المصطلح ليعبر به عن مشاعر نفسية أو حزن شديد يمر به ولكن الاكتئاب ليس مجرد الشعور بوعكة أو حزن شديد ، فهو مزيج من مشاعر الحزن والوحدة والشعور بالرفض من قبل الآخرين ، والشعور بقلة الحيلة والعجز عن مواجهة مشاكل الحياة سواء كانت بسبب عضوي أو سبب نفسي ، يقول ربنا عز وجل (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ) ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوة المكروب: “اللهمّ أرجو رحمتك فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كلّه لا إله إلا أنت”. سنن أبو داود ، والإكتئاب يختلف كثيرا عن الحزن فالحزن عبارة عن شعور طبيعي يعاني منه أي شخصٍ في حياته ، أما الاكتئاب فهو حالة نفسية تؤثّر سلباً في أنشطة الإنسان اليومية ، والاكتئاب هو مرض منتشر خطير معقد وحسب الإحصائيات يصيب أكثر من 121 مليون شخص حول العالم أغلبهم من النساء ، من حيث النظرة الجديدة والمعاصرة فان الاكتئاب يعتبر ناتج عن عدة أسباب منها عوامل الوراثة ، الخلل في توازن الناقلات العصبية ، عوامل توتر خارجية ومن أهمها فقدان شخص عزيز وفقدان مستوى اجتماعي أو اقتصادي معين والشعور بالذنب نتيجة للإحساس بخرق ضوابط اجتماعية أو دينية والانفصال من علاقة عاطفية والقيام بوظيفة معينة تكون إما تحت أو فوق قدرات الشخص والعيش مع شخص كئيب آخر ، تعاطي الكحول وبعض الأدوية ، فترة ما بعد الولادة في الأمهات نتيجة الاضطرابات التي تحصل لمستويات الهرمونات ، أمراض وعاهات جسمية ، الحنين ، وغيرها من الأسباب ، وهذا المرض يصيب الجسم كله فهو يساهم في رفع نسبة التعرض لمرض القلب ، يخل بعمل جهاز المناعة وأمور أخرى ، بالإضافة إلى ذلك كلما بقي الشخص المصاب بالاكتئاب فترة اكبر من دون علاج زاد وضعه سوءا وقل احتمال تخلصه من المرض نهائيا ومع الأسف فان البقاء دون تلقي العلاج قد يؤدي للتفكير بالانتحار ، وأعراض الاكتئاب كثيرة منها الجسمي ومنها الحسي ، من المؤشرات الجسمانية للاكتئاب إرهاق أو انخفاض في الطاقة ، نوم أكثر أو اقل من اللازم ، التغير بالشهية والوزن ، عدم استقرار وتوتر ، أوجاع عامة ، آلام الرأس ، آلام ظهر ، مشاكل بالهضم ، غثيان (دوخه) ، وهناك أيضا مؤشرات حسية للاكتئاب وهي استياء خلال اليوم وبشكل يومي تقريبا ، شعور بالفراغ والخلو من الآمال ، الشعور بالتوتر والعصبية ، الاستياء والبكاء ، فقدان الاهتمام بأمور كان الشخص يحبها ويستمتع بها ، صعوبة بالتركيز باتخاذ القرارات ، شعور بعدم التقدير الذاتي أو بالكره الذاتي ، شعور مبالغ فيه بالذنب ، عصبية وقلة راحة ، أفكار عن الموت والانتحار ، فقدان الرغبة الجنسية ، نشير أيضا إلى أن هناك أنواع من الاكتئاب منها الاكتئاب الموسمي و الاكتئاب القصير (النوبة الصغرى) و الاكتئاب الطويل (النوبة الكبرى) و الاكتئاب العاطفي و الاكتئاب العارض وغيرها ، وفي مركز فاطمة الزهراء بالإسماعيلية نصف لمن يعاني من الاكتئاب بالحلول الواردة في الكتاب والسنة وأولها التسيبح وإطالة السجود لقول ربنا عز وجل (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ) فالتسبيح يشغل الإنسان عن التفكير في الأمور التي تسبب له الكآبة والسجود على الأرض يساعد على طرد الشحنات السلبية المتجمعة فوق الجبين ، كما ننصح بتلبينة الشعير فهي تساعد على ضبط الأداء العصبي ، فعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا ، أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتْ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : كُلْنَ مِنْهَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : ( التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ ) رواه البخاري ومسلم ، وبهذه الحلول البسيطة يضيع الاكتئاب دون تناول أدوية قد تسبب الإدمان عليها وتسبب خلل عصبي ونفسي شديد ، مع تحيات مركز فاطمة الزهراء للطب النبوي تحياتي وتقديري لمعاليكم السامية كل عام وانتم بخير وصحه وسلامه يارب العالمين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى