خيانة بحجة الحب

خيانة بحجة الحب
كتبت/د/شيماء صبحى
من واقع الحياه
(قصة ست في بيت عيلة… راحت تدور على الحنية، رجعت بخيبات وتوابيت وجع)
هي واحدة من آلاف الستات…
متجوزة من ١٢ سنة، عندها ٣ أولاد، جوزها راجل طيب “مزارع”، على قده، مش بيعرف يقول كلام حلو، ساكت، جاف شوية.
وده خلاها تحس بالوحدة… النقص… الفراغ.
لكن بدل ما تسُد النقص ده بالحلال، بالحوار، بالتقرب من جوزها، راحت تملأ الفراغ بالغلط.
اتعرفت على سواق توك توك…
واحد بسيط من نفس البلد، كان بيوديها عند أهلها، وبقوا أصحاب…
ومع الوقت، بقوا أكتر من أصحاب…
كلام، وسهر، وعلاقة كاملة، سنة و3 شهور.
ولما اختفى وقال إنه هيتجوز؟
جاتب الدور على صاحبه…
والحكاية اتكررت: حب، علاقة، دخول بيتها، قدام عيالها، سنة و9 شهور.
الغريب… إنها بتقول:
“أنا اتجوزته عرفي… عشان ما أعملش حرام!”
ست جهلة؟
آه.
بس قبل ما نحكم، لازم نحلل.
تحليل شخصيتها:
1. بتدور على الحنية الغلط
هي مش شريرة، هي محتاجة تتسمع، تتحضن، حد يقول لها كلمة حلوة…
بس اختارت الطريق الأسهل، والأرخص، والمليان وجع.
2. مش عارفة قيمة نفسها ولا ولادها
أم عندها ابن خامسة ابتدائي، وبنت رابعة ابتدائي، بيقولوا لها:
“اللي بتعمليه غلط!”
وهي بترد بإيه؟
بتسكت… أو بتكمل في الغلط.
وبتدخل راجل غريب بيتها، قدامهم، تقتل جواهم فكرة “البيت الآمن”.
3. همّشت جوزها واتهمته بالسبب
جوزها مش بيعرف يقول كلام حلو؟
طب ما تتعلمي تتكلمي معاه!
ما تحفزيه، ما تصبري، ما تبادري.
لكن هي راحت لفكرة:
“أنا محرومة… يبقى مسموح أخرج برا الجواز!”
وده منتهى الجهل بالدين وبالنفس.
4. اتجوزت عرفي وهي متجوزة رسمي!
والكارثة الكبرى… إنها بتقول “جواز” وهي في شرع ربنا زانية.
لأن الست المتجوزة لو عملت عقد عرفي على راجل تاني، فده
باطل شرعًا وقانونًا وحرام كبير،
وفيه حد الزنا لو ثبت، والولد الناتج عنه مش بينسب للرجل التاني.
يعني جواز؟! إزاي؟! وإنتي على ذمة راجل؟!
طيب ليه الراجل دايماً بيهرب؟
اللي اتنين سواقين توك توك، لعبوا نفس اللعبة:
كلام حب
وعود
سهر
وبعدين لما شبعوا: بلوك وزواج
ليه؟
لأنهم مش بيحبوها، بيستغلوها.
شافوا ست بتفتح الباب، وبتقدم نفسها على طبق دهب… ليه يرفض؟
لكن عمرهم ما شافوا فيها “زوجة” ولا “ست محترمة” ولا “بيت يتبني عليه مستقبل.”
طيب هي تعمل إيه دلوقتي؟
أولاً: تتوب توبة نصوح
تبكي لله
وتقطع علاقتها بأي حد دخل حياتها غلط
وتكفر عن ذنبها
وتقرب من جوزها وتخاف على ولادها
وربنا غفور رحيم، بس لازم توبة فعلية، مش دموع وقت الفراغ!
ثانياً: تحترم بيتها وجوزها وأولادها
ترجع تبني العلاقة من أول وجديد
تتعلم إزاي تتكلم مع جوزها
تفتح قلبها ليه
وتعلم ولادها الصح من خلال أفعالها، مش بكلامها بس.
ثالثاً: تغلق أبواب الخراب للأبد
أي حد حاول يدخل حياتها غلط، يتقفل الباب فوشه
تتعلم حدود الدين، وحدود الأمانة، وحدود الجواز
وتعرف إن الزنا مش دايم، والحب الحرام عمره ما بيكمل
وأخيراً…
مش كل راجل مش رومانسي، يبقى يستحق الخيانة.
ومش كل وحدة ناقصة كلام حلو، تروح تدور عليه في حضن الغلط.
الست دي لو ما صحتش، هتخسر ولادها، ودنياها، وآخرتها.


