أدب وثقافه

دعاية الفطرة تهزم دعاية التليفزيون

بقلم الكاتب والناقد: أحمد حافظ

عم عزيز البقال فى الخمسينات حتى السبعينات لم يكن يعرف القراءة والكتابة ولم يدخل الجامعة هو وأولاده حكيم
ووديع ومرقص ولكن كان يجيد كيفية جذب الزبون دون علم أو دراسة أو أحد يساعده فى الدعاية التى كانت تخرج
بتلقائية ناجحة نجاحاً باهرًا؛ فعلى سبيل المثال عندما تشترى الجبن يعطيك قطعة من الحلاوة الطحينية مجاناً وعندما تشترى عسل أسود يضع عليه طحينة حمراء أو بيضاء مجانًا ، وعندما يكون معك أطفال يعطى الأطفال بعض الحلويات مجانًا وعند شراء الخبز منه يعطيك رغيفًا مجانًا
وكانت تلك المنافسة بين عم عزيز وباقى البقالين فى كل مكان وكل منهم يبتكر بالفطرة كيفية جذب الزبائن دون أن يصدر من أى منهم أى خطأ ضد الآخر، بل إن لم يكن ما تطلبه غير موجود لديه يرشدك للبقال الذى عنده ما تريد
ومن هنا أطرح سؤالى: هل عم عزيز والبقالين كانوا يخسرون ؟ وهل لم يستطيعوا تربية أبناءهم من المكاسب القليلة التى كانوا يحصلون عليها!!
أبدًا.. تلك هى القناعة والتى تجلب البركة والتى تؤدي إلى عدم التكالب على الدنيا والصراع على الملايين والمليارات والشعور بالهدوء النفسى ومعرفة حقيقة الدنيا الزائلة والسبب من خلق الإنسان

وأخيرًا فتعالوا نتصالح مع أنفسنا ونعيد حياة عم عزيز لعلها تكون مخرجًا لما نحن فيه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى