أدب وثقافه

رسالة في القنينة

م.عزام حدبا

منذ خمس سنوات بالتمام والكمال، اصطدمت سفينتي بجبل جليد وغرقت.. Vilma Ibarra

أظنني كنت الناجي الوحيد يومها.. سبحت لمدة يوم كامل حتى وصلت الى هذه الجزيرة..

استطعت الصمود بما وهبني الله من براعة في صيد السمك وقطف الثمار.. لكنني سئمت

هذه الوحدة وحان وقت العودة لموطني.. سمعت أن من هم في حالتي يكتبون رسالة يضعونها

داخل قنينة زجاجية ليقذفها الموج الى شواطىء الدول المجاورة.. وانا أمتلك ورقة.. أمتلك قلما..

أمتلك قوة في صياغة النصوص فقد كنت الأول في صفي في مادة التعبير وأسبق ذلك المعتوه جابر..

لكن من أين لي بقنينة زجاجية؟؟ لم أجد حلا لمعضلتي حتى كان الأمس وجاء الفرج.. في منتصف الليلة الفائتة..

نزل الى البر حفنة بحارة جنحت سفينتهم الى جزيرتي ليلا.. أكلوا وشربوا وتريضوا قليلا ثم عادوا الى

سفينتهم مع طلوع النهار.. راقبتهم من بعيد ويا لفرحتي.. لقد تركوا خلفهم قنينة زجاجية نصف ممتلئة..

أهرقت ما فيها من خمر فأنا لا أشربه.. وضعت رسالتي التي حضرتها منذ زمن طويل في القنينة بعد

أن حددت تاريخها وموقعي الدقيق حسب خطوط الطول والعرض.. أغلقت القنينة باحكام خشية أن تبلل

الرسالة ومن ثم رميتها في البحر وأنظاري تشيعها.. وأنا الآن كلي ثقة أن السفينة لن تتأخر عن الوصول لإنقاذي.. هي مسألة وقت فحسب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى