أدب وثقافه

عفوا  صديقي

بقلم الأديبه//انتصار محمد صديق 

ابحث عن المخلصين ابحث عن الأصدقاء الأوفياء ابحث عن من يكون وفيا معك

 الأيام كفيله ان تثبت لك هل الوفاء والاخلاص شيء موجود او خيال تتمناه هل من كنت تفضلهم علي نفسك معك الي الان وان تغيرت احوالك ام اصبحوا يتجاهلوا وجودك يؤسفني حال المخلصين علي سوء اختيارتهم وما يحصدوه من الم يصيب القلب مباشرة 

سااحكي لكم قصه ربما تجدوا منها مايفيد : 

كان هناك شاب ثري ثراءا فاحشا وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت والمرجان وكان هذا الشاب كريما مع اصدقائه لا يبخل عليهم مطلقا وهم بدورهم يحترمونه بشكل لائقا به

وفي يوما من الايام مات الوالد وتفتقر العائلة فقرا شديدا

فبحث الشاب علي اصدقاء الماضي…

.

فعلم ان أعز صديق كان يكرمه ويساعده وكان وأكثرهم مودةً وقرباً منه قد اثرى ثراء لا يوصف واصبح من اصحاب القصور والاملاك والاموال

فتوجه اليه كي يقف بجانبه و ان يجد عنده عملاً أوسيله لإصلاح شأنه فلما وصل إلي باب القصر استقبله الخادم فذكر لهم صلته بصاحب الدار وماكان بينهما من مودة قديمة فذهب الخادم فاخبر صديقه بذلك..

.

فنظر اليه ذلك الرجل من خلف ستار ليرى شخصا رث الثياب عليه آثار الفقر فلم يوافق علي لقائه وأخبر الخادم بان يقولوا له ان صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد…..

فخرج الشاب وعليه حسره الصدمه والدهشة تأخذ منه مأخذها وهو يتألم على الصداقة كيف ماتت وعلى القيم كيف ذهبت وعن الوفاء وقال اين الضمير؟ 

 كيف يمكن ان يموت وكيف للإنسانية ان لا تجد طريقها في نفوس البعض….

.

للأسف فقد ذهبوا بعيدا ….

وهو في طريق الخروج من القصر الذي يملكه صديقه صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء

فقال لهم ما الأمر قالوا له نبحث عن رجل يدعى فلان ابن فلان وذكروا اسم والده الذي توفاه الله. 

فقال لهم انه ابي وقد مات منذ زمن فحوقلوا الرجال وتأسفوا وذكروا أباه بكل خير وقالوا له ان اباك كان يتاجر بالجواهر وله عندنا قطع نفيسة من المرجان كان قد تركها عندنا امانة فاخرجوا صندوقا كبيرا مملوء بالمرجان فدفعوه اليه ورحلوا والدهشة تعلوا وجهه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع..

ولكن…..

اين اليوم من يشتري مني ذلك المرجان فان عملية بيعه تحتاج الى اثرياء والناس في هذه البلده ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة…..

اكمل السير في طريقه وبعد لحظات من الوقت قابل امرأة كبيرة في السن عليها آثار النعم والخير

فقالت له يا بني اين اجد مجوهرات للبيع في بلدتكم فتجمد الرجل في مكانه ليسألها عن اي نوع من المجوهرات تبحثين فقالت اي احجار كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها …

فسألها ان كان يعجبها المرجان فقالت له نعم اعطني اياه فأخرج بضع قطع من الصندوق فاندهشت المرأة لما رأت فاشترت منه قطعا ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد والمزيد 

وهكذا عادت الحال الى يسر بعد عسر وعادت تجارته تنشط بشكل كبير…

فتذكر بعد كل هذا ذلك الصديق الذي ما اعطي الصداقة حقها فبعث له ببيتين من الشعر بيد صديق اخر 

وكتب فيها سطورها 

صاحبت قوما لئاما لا وفاء لهم

يدعون بين الورى بالمكر والحيل

كانوا يجلونني منذ كنت رب غنى

وحين افلست عدوني من الجهل 

..

فلما قرأ ذلك الصديق الثري هذه الابيات 

كتب على ورقة ثلاثة ابيات وبعث بها اليه ..

جاء فيها،،، 

..

أما الثلاثة قد وافوك من قبلي

ولم تكن سببا الا من الحيل

أما من ابتاعت المرجان والدتي

وانت أنت أخي بل منتهى املي

وما طردناك من بخل ومن قلل

لكن عليك خشينا وقفة الخجل !

اتمني ان يجمعنا الله بالاوفياء يوما وان يكون للمقال اثرا طيبا في نفوسكم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى