أدب وثقافه

علي درب من الخيال نلتقي فليكن سر بيننا

بقلم د…نجلاء كثير

ويجمعنا ثانيا اللقاء ونجدد الأمنيات ومعها الحكايات وااخذكم فى درب من الخيال حيث نلتقي فوق سحاب خيالنا ونوقد شموع الفكر لنسرح معأ فى قصة جديدة وهى قصة فليكن سر بيننا وتبدأ وقائع القصة كالاتى :-

استيقظ حسان منزعج من نومه حينما

رأي الشمس اصبحت ملئ السماء لتعلن بدورها أن الظهر علي الابواب ، فنهض

مسرعاً فأنه اليوم سيذهب لسوق البندر ليشتري خروفاً و يتسوق للبيت متطلبات

الأسبوع ،فسوق البندر يُقام كل اسبوع فأرتدي ملابسه ليخرج مسرعاً قاصداً

السوق ليأخذ طريقاً مختصراً ليصل للسوق سريعاً و هو الطريق الزراعي ،ذلك الطريق

الترابي الضيق الذي يجعل علي يمينه زراعات و حقول و ع يساره ترعه صغيره عليها بعض اشجار التوت

و في طريقه للسوق و إذ به يسمع صوت بكاء اطفال يأتي من تحت شجره علي

مقربه منه ليتعجب فأنه وقت الظهيرة حيث حر قاتل و طريقاً مقتوع ليتسأل

ما الذي أتي بهم إلي هنا !؟

فأستمر في سيره حتي وصل لتلك الشجرة ليجد طفلين صغيرين في حالة بكاء شديد

،و الأب يحاول تهدئتهم

فقال حسان مخاطباً الأب :” السلام عليكم ورحمه الله وبركاته”

ليرد الأب:” و عليكم السلام و رحمه الله و بركاته”

و سأل حسان :” لماذا يبكون الأطفال!؟”

فرد الأب:” هل انت ذاهب للسوق!”

فرد حسان متعجباً من تلك الاجابه

فهو لم يجب علي سؤاله قائلاً :” نعم انا ذاهب للسوق”

فرد الأب:” زوجتي بالسوق منذ وقت طويل و الأولاد جوعي يبكون فهل

تستعجلها لهم!؟”

فتعجب حسان و قال:” كيف لي أن أميز زوجتك من بين النساء! و هل من الادب

أن اتفحص وجوه النساء حتي أتعرف علي زوجتك!؟”

فضحك الأب و قال :” هتعرفها بسهوله”

فأزداد حسان دهشه من هذا الرجل الغريب فأكمل الرجل :” اقترب قليلاً لأريك شئ “

فظن حسان أنه سيريه صوره لزوجته او شئ يستدل به عليها بسهوله وإذ بالرجل

يقول لحسان:” ما اسمك؟!”

فرد حسان:” حسان.!”

فأكمل الرجل :” و انا شهاب ،أتري بي شئ غريب!”

ليجيب حسان:” ابداً !!عادي يعني رجل زي اي رجل!”

ف رد الرجل:” و هل تري شئ غريب في اولادي!؟”

فتعجب حسان و رد أيضاً:” لا ! مثلهم

كمثل كل الأطفال لا يوجد بهم شئ غريب ، هل تستهزء بي!؟”

ليجيبه:” لا و الله بل هو مجرد سؤال ، فأنا لست إنسان مثلك و أنما انا جني !!”

فضحك حسان من قوله و اجابه :” دمك خفيف سوف تضيع مني السوق بهذا

الحديث ”

فرد شهاب:” اثبتلك يا حسان إن أنا لست أنسان!؟”

و كشف شهاب عن ساقيه ليري حسان أن ارجله ارجل حيوانات و ليس أنسان

فأبتلعت الدهشه لسان حسان ليبادره شهاب:” احنا بنتشكل زيكم بالظبط و

لكن لسنا مكتملين و هذه لحكمة من الله ”

و بصوت متقطع و عيون جاحظه من ا

قال حسان:” و المطلوب مني ارجوك مش تأذيني انا غلبان اوي و الله!!”

فرد شهاب:” مالك في إيه!خوفت كدا ليه!؟مانت واقف معايا بقالك فتره مش عملت

فيك حاجه و لو عايز اؤذيك كنت أذيتك”

فرد حسان :” تؤمرني بأيه !؟”.

ليجيب شهاب :” الأمر لله ليس لي طلب

غير أن تجد زوجتي و تخبرها أن الاولاد جوعي و يبكون و إني منتظرها هنا “

فرد حسان:” و هعرفها ازاي !!؟”

فقال له شهاب:” بسيطه جداً !

وضحك شهاب قائلاً:” سوف تجدها في شكل كلبه سوداء ذات ذيل مقطوع و اذنها اليمني مقطوعه “

و رد حسان في دهشه :” كلبه!؟ و كذلك بذيل و اذن مقطوعان!؟”

و في سؤال يحمل الدهشه اكمل :” كيف يكون مظهرك هكذا و مظهرها هكذا!!”

فضحك شهاب مره اخري و هو ينظر لحسان الذي يبدو عليه الدهشه مختلطه بالرعب و قال:”ألم اقل لك أننا معشر الجان نتشكل في اي

شكل و لكن لحكمه من الله لا نكون مكتملين الشكل و صوره الكلبه تلك مجرد شكل من اشكالنا لكي تستطيع ان تدخل السوق دون لفت أنظار

لها ،فلو تشكلت مثلي في شكل إنسانه فأن أرجلها سوف تكون هكذا

مثل ارجلي في شكل رجل حيوان و تنكشف أمام الناس و هي سائره و صوره الكلبه تجعلها في امان.”

و اكمل:” و الأن هل سوف تخبرها بما طلبت منك!؟”

ليجيب حسان:” و كيف اكلمها أمام الناس!؟”

قال شهاب:” إذا وجدتها فقف امامها مباشره و قل لها السلام عليكم شهاب ينتظرك و حينها سوف تفهم و تتحرك أمامك إلي أن تخرج لمكان

مستتر عن أعين الناس و تتحرر من شكل الكلبه و تراها مثلي ،و عندها اخبرها بما قلت لك .”

و اجاب حسان :” حاضر بأذن الله سوف افعل”

فأنصرف حسان قاصد السوق و ما أن دخل السوق حتي ظل يبحث عن

زوجه شهاب دون جدوي فالسوق كبير يقصده جميع من بالقري و الريف و البندر و ظل هكذا فتره حتي وجدها في وسط مجموعه من الكلاب

واقفه أمام جزار كلما ألقي الجزار عظمه علي الارض تهم لتأخذها فيتكاثر عليها الكلاب و يرعبونها فتتركها لهم و تبتعد.

و ظل يراقبها و هي علي هذا الحال فتره من الوقت فشعر بالشفقه تجاهها و تقدم منها و نظر إليها قائلا السلام عليكم شهاب ينتظرك

فأنطلقت أمامه حتي توارت عن الأنظار فتحررت من تلك الهيئه الكلابية لتظهر امامه كأمرآه بشريه ،فأوصلها رساله زوجها

فردت قائله و الحزن يظهر عليها :” حاولت أن أتي لهم بطعام و لم استطيع و لم احضر لهم أي شئ يأكلونه “

فرد حسان قائلا:” ألستم من الجان و تستطيعون أن تحصلوا علي أي شئ تريدون !؟”

فنظرت إليه لتجيبه :” ألم يخبرك شهاب أننا مسلمون ولا نستطيع أن نسرق شئ من البشر او غير البشر لأطعم أولادي و زوجي مريض منذ

فتره و ملازم الفراش ولا يستطيع أن يعمل ليطعم الاولاد و ضاق بنا

الحال ، و منا نحن معشر الجان مثلكم تماماً فصائل اخري و طوائف اخري تستبيح اموال البشر إذا ضاق بهم الحال .”

فطلب منها حسان أن تنصرف و تنتظره عند زوجها و أولادها ،و دخل السوق مره أخري و بدأ شراء كميات كبيره من الطعام و الشراب

و الفاكهه و كل ما يصل إليه يده و تراه عيناه ، حتي أنه انفق ثمن هذا الخروف الذي كان يريد شرائه علي تلك المشتريات و لم يكترث لعدم

شرائه الخروف ف اطعام الاطفال الجوعى اهم ولايهم كونهم من الانس أو الجان و توجه بتلك الاشياء لمكان شهاب و أسرته و اعطي لهم كل

تلك الأشياء و ما أن فعل حتي بدأ شهاب و زوجته بالبكاء و أمتنان لما فعله حسان

فقال شهاب لحسان:” بفعلتك هذه طوقتني بجميلك حتي اخر العمر

و لك مني عهود سليمان الخاصه بمعشر الجان التي لا يخالفه أي طائفه من الجان أن نظل اخوه في الله حتي الموت “

ليرد حسان :”و انا اعاهدك علي هذا ،و لي رجاء من اخيك أن تنتظرني كل يوم سوق في هذا المكان ،فلتعاهدني علي ذلك!”

و تعاهدا و انصرف حسان إلي بيته و قد اخذ علي نفسه عهداً بأن يحفظ السر بناءً علي طلب شهاب

و ظل حسان منذ ذلك اليوم كل يوم سوق يحمل الطعام و الشراب لشهاب و أولاده حتي جاء يوم و اخبره شهاب بأنه قد تعافي و بدأ في

العمل و أعفي حسان من مسئوليه إطعام أسرته ،و طلب منه أن يذهب معه لتناول الغداء فتعجب حسان قائلاً:” و كيف ذلك؟!”

ليجيبه :” إذا كنت وافقت علي طلبي فليس مطلوب منك غير أن تغمض عينيك!”

ففعل حسان و عندما طلب منه شهاب أن يفتح عيناه وجد نفسه في

مملكه الجان داخل منزل شهاب و زوجته و أولاده منتظرين قدوم حسان ،فتعجب حسان عندما رأهم بهيئتهم الحقيقيه

ووجد زوجه شهاب تطهو الطعام و لكن ما هذا ! أنها لا تستخدم موقد فهي تطهو في غرفه مليئه بالنار و ما ادهشه اكثر فهي ذات اظافر

طويله تستخدمها لأدخال الطعام الغرفه و إخراجه ،فتناول طعامه و هو يستمع لهم و هم يستمعون له و يسمع الغرائب عن عالمهم و يسمعهم

الغريب عن عالمه حتي أنهم لم يشعروا بمرور الوقت ليقف حسان قائلاً:” لقد تأخرت ولابد ان اذهب للبيت”

فرد شهاب :” حالاً اخي حسان ،فلتغمض عينيك ”

و ما ان اغمض حسان عينيه حتي وجد نفسه ف نفس المكان الذي تقابلا فيه فأنصرف لمنزله .

و ظلوا علي ود و وئام يتقابلون كل فتره حتي جاء يوم و انقطعت اخبار

حسان عن شهاب و عندها لم يهدأ بال شهاب حتي علم أن حسان

مريض مرض شديد ،فقرر شهاب أن يرد معروف حسان و يفعل له ما

فعله معه سابقاً ،فلما جاء المساء حمل شهاب كل ما لذ و طاب بل و اخذ

معه طبيب جني و دخل إلي حسان في غفله من اهل البيت ليتفاجئ حسان بدخول شهاب عليه و معه الطبيب و تلك الاغراض

فتأثر حسان بما فعله شهاب ،فبادره شهاب قائلاً :” اليوم رد الجميل يا حسان ”

و تفحصه الطبيب و أحضر له شهاب الدواء و ظل يراعيه و يحضر له

الطعام له و لأسرته حتي أتم حسان الشفاء مع اسئله متزايده من أسره

حسان عن كيف تدخل تلك الاغراض البيت دون أن نعلم و من يحضرها!! و هو لا يجيب حفظً للسر الذي قطعه علي نفسه مع شهاب .

وظل الاخوين شهاب الجني و حسان الأنسي علي عهد و وثاق اخوي حتي مات حسان و هو حافظ للسر .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى