أدب وثقافه

قصةقصيرة في إنتظار الحافلة

بقلم:صفاءعلي سليمان

كانت تسير وحدها في الطريق، شاردة الذهن، مشتتةالأفكار.. مابين مشاكل الحياةوالأعباءالمالية التي تنتظرها..

فاليوم قبضت المرتب الشهري، وأمامها الكثير من الخانات التي يجب أن تضعها فيه، فهو بالكاد يكفي متطلبات الحياة الضرورية..

وكان هناك صوت خطوات يتبعها أينما تسير..وكأنه يؤنس وحدتها..

وقفت إلى جانب الطريق تنتظر الحافلة، وتوقفت معها الخطوات..فنظرت خلفها في شجاعة، فوجدته شابا وسيما ينظر اليها مبتسما..

وظلا هكذا يتبادلان النظرات والإبتسامات حتى وصلت الحافلة.. فركبت.. وتبعها هو الآخر بدوره وركب ورائها..

وهنا تهللت أساريرها وإتسعت إبتسامتها..وأخذت تحاور نفسها.. ربما يكون هذا هو الحب من أول نظرة..!!

ربما يكون هذا هو العريس المنتظر وزوج المستقبل..!!

فقد كبرت ومضى بي العمر.. وسرقتني دوامة الحياة واغتالت الأعباء ايامي و فرحتي..

وحينها وصل محصل التذاكر، فسارع هو بالنقود قائلا : تسمحي لي؟!

فأجابته بإبتسامة خجولة وإيماءة من رأسها..

لم تدري كم من الوقت مضى وهي غارقة في أفكارها و أحلامها الوردية.. حتى جاءت محطة الوصول، وإتجهت نحو الباب، ونزلت وحدها من الحافلة..

نزلت وهي تشعر بسعادة غامرة وتضع يدهاعلي قلبها لتجده يخفق و دقاته متسارعة عالية..

وتضع يدها الأخرى على حقيبتها لتجدها مفتوحة..خالية.. بدون المرتب…. !

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى