المقالات والسياسه والادب

لما الذكرى تيجي من غير ميعاد

لما الذكرى تيجي من غير ميعاد

كتبت/د/شيماء صبحي

في حيياتنا ساعات بنفتكر إننا بقينا أقوى، وإننا عدّينا المواقف اللي كسرتنا، ونقول خلاص مبقاش في حاجه تهزّنا. نمشي ورا الوهم ده ونصدق إن جراحنا اتقفلت. لكن الحقيقة إن أوقات كتير، بنكتشف إن مجرد ذكرى صغيرة قادرة تفتح نفس الجرح من جديد.

تيجي فجأه صورة، كلمة، أو حتى مكان يفتّح باب الذاكرة.. وساعتها بتحس إنك اتسحبت للعمر اللي فات من غير ما تاخد بالك. ودي اللحظة اللي بتحس فيها إن كل الصلابة اللي بنيتها، انهارت في ثانيه.

من الناحية النفسية، اللي بيحصل اسمه “مشاعر غير محلولة”. يعني لسه جواك حاجات مخلّصتش معاها، مشاعر متخزنة ومتسترة تحت قناع القوة. الدماغ ساعات بيخدعنا، يخلينا نحس إننا عدينا.. لكن القلب لسه شايل. ولما تيجي الذكرى من غير إنذار، العقل العاطفي هو اللي بيسيطر مش العقل المنطقي، عشان كده بتحس بالارتباك والضعف.

الموضوع مش دليل إنك ضعيف، بالعكس.. ده دليل إنك إنسان حقيقي عنده مشاعر. إن الذكرى لسه مؤثرة معناه إن جواك احتياج إنك تواجه وتتعامل، مش تتهرب.

الحل هنا إنك متكتفيش بالهروب أو التناسي، لأ.. لازم تواجه نفسك:

تسأل: “ليه الذكرى دي لسه بتوجعني؟”

وتفكر: “أنا ناقصني إيه عشان أقفل الباب ده بسلام؟”

وتتعلم إزاي تدي لنفسك إذن بالحزن والدموع، بس من غير ما تسيبها تسيطر عليك.

لأن الذكرى اللي بتوجعك، في يوم هتبقى مجرد قصة بتحكيها وانت مبتسم، لما قلبك يقرر يتصالح معاها.
الخلاصة:

“الذكرى ممكن تكسرك لو هربت منها،
لكن هتقويك لو واجهتها وتعلمت منها.”

مقالات ذات صلة