أخبارالسياسة والمقالات

مشاريع الشهاده

كتب ابوسليم عبود

الغدر والإرهاب استطاع بتر ذراعي من جسدي ولكنه لم يستطع ان يبتر حبي لبلدي من داخل قلبي هكذا عبر الضابط صلاح الحسيني عندما سؤلا عن شعوره تجاه وطنه بعد أن بترت ذراعه

ضابط الشرطة البطل، الرائد صلاح الحسينى، كان أيقونة احتفال عيد الشرطة، وقف وقفة بطل أمام الرئيس، وقفة شامخة، وبدا يروى الحكاية، حكاية بطل من مصر.

كانت قوات الأمن تتفقد الأماكن لتأمينها، فى مركز «أبوكبير» بمحافظة الشرقية، وقع انفجار رهيب، كان الرائد صلاح الحسينى (يومها كان على رتبة النقيب) مرابطا فى الخدمة كالأسد.

الانفجار أطاح بذراعه اليمنى، ووسط اللهيب والنار والدمار والدماء والأشلاء، حمل ذراعه اليمنى بعدما قطعت إثر الانفجار بذراعه اليسرى وسلاحه لم يفارق كتفه، وأصر على مواجهة العناصر الإخوانية التى باغتتهم بإطلاق نار كثيف.

كعاده الخونه في كل مكان

ووسط المواجهة الشرسة سمع صوت فتاة صغيرة خائفة تجرى مرعوبة فى الشارع (الطفلة صابرين) كادت تصيبها الطلقات، فأخذها فى حضنه وهو يحمل ذراعه، بعيدا عن موقع الانفجار، ودخلا «سوبر ماركت» خوفًا على الطفلة من أن تصاب بالرصاص هنا تغلبت الابوه علي كل شيء لم يبالي ماذا سيكون مصيره كل ما كان يدور بذهنه فقط ان يؤدي واجبه واجبه ان يحمي الضعيف والصغير م

سأله ابنه اين ذهبت ذراعك، اين حضنك، مش هتشلنى على كتافك، همس فى أذن الصغير، ذراعى فداء مصر، حميت بها طفلة مصرية فى سنك، احتضنتها، فيسأله الصغير على فطرته، و وكيف ستحمى مصر الان بعد أن فقدت ذراعك، رفع الحسيني ذراعه اليسرى لأعلى فى قوة وتصميم، مشيرا للشعب كله، أحميها بروحى ودمى.

الرائد صلاح نموذج ومثال على بطولة رجال الشرطة المصرية، وشاهد حى على التضحية والفداء، وسجل أبطال الشرطة حافل بآيات الفداء، منذ شهداء الكرامة الوطنية فى خط القنال من ٦٩ سنة وحتى ساعته وتاريخه سلسال الأبطال لم ينقطع، أحفاد شهداء من ظهر أجداد شهداء، فى مصر يورثون روح الشهادة من جيل إلى جيل تسرى فيهم جينات الشهادة.

ما شاهدناه فى الاحتفال المهيب، طرف من قصة الأمس، شهيد يودع شهيدا، ولو كتبنا نكتب مجلدات، ولو سجلنا لامتلأت الصفحات بالفخار، كل شهيد قصة وحكاية ورواية تروى على الربابة لتحفظها الأجيال.

الشرطة المصرية فى عيدها تقدم أرواح شهدائها شاهدا ودليلا على عظمة التضحيات، وكل عيد هناك مزيد من الشهداء، مواكب الشهداء من الجيش والشرطة تتعانق فى حب الوطن، حب الوطن فرض عليه/ أفـديه بروحـى وعنيه، ليست أغنية ولكنها حقيقة مجسدة على الأرض، دماء زكية رويت بها أرض طيبة.

ذراع الرائد صلاح حسنى دفنت، يقينا يعرف مكانها ويحن إليها، جزء من جسده، ولكنه حى يرزق يواصل مهمته المقدسة، هكذا رجال الجيش والشرطة، كل منهم مشروع شهيد،

لم يكن أبدا صلاح الحسيني اول من ضحي وأبدأ لن يكون آخرهم فهناك الكثير والكثير والكثير هناك المنسي وابوشقرا والبطران والاعصر والعسكري علي اشجع الشجعان لن ينضب المعين مادامت مصر باقيه سيظل طابور مشاريع الشهاده في الاذدياد مثل الحسيني وإخوانه لم تكن تحركهم نجومهم ونياشينهم اورتبهم الشرطيه والعسكريه للدفاع عن الأرض والعرض إنما تحركهم العقيده عقيده حب الوطن والدفاع عنه بكل غالي ليس فقط بجزء من جسده ولكن الدفاع بالنفس والروح

قصه الرائد صلاح الحسيني يجب ان تدرس للأبناء والأحفاد هو ورفاقه من الشهداء يجب ان تدرس قصصهم لإخوانهم من الضباط والامناء والافراد حتي يعلموا أن هناك من ضحي من أجل حمايه هذا الوطن ومن أجل كرامه شعبه من أجل ان يتعلم الجميع ان وجودهم في مكانهم من أجل فقط حمايه الأرض وصون العرض لا من أجل البطش والتنكيل وتشويه صورة من سبقوهم وزرع الكراهية ما بين الشعب وما بين حاءط الصد الأول ضد كل تسول له نفسه للنيل من كرامه الوطن والمواطن

حمي الله الوطن

حمي الله الشعب

رحم الله الشهداء واسكنهم فسيح جناته والهم اهلهم الصبر والسلوان

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى