أخبارالسياسة والمقالات

هل اصبح الخلاص من الحياه هو الحل الأول  وليس الحل الأخير

ابوسليم عبود 

يوميا تفجعنا الأخبار الواردة من خلال الصحف والمواقع والصفحات والمديا بإقدام عدد لابئس به من الشباب في مقتبل العمر علي التخلص من حياته لأسباب متعددة أكثرها مرتبط بالحاله النفسيه والمزاجية لهؤلاء الشباب إلي أن أصبح الأمر يعدو كونه مجرد حادثه إلي أن وصل الأمر إلي أن أصبح ظاهره يجب الوقوف أمامها كثيراً للدراسه ولمعرفه الأسباب إلتي تدفع شاب أو شابه في مقتبل العمر أن يتخلص من حياته مهما كانت المبررات والأحداث إلتي يمر بها الشباب فأنا عن نفسي لا أجد مبرراً لذالك 

هل هو خلل في العقيدة ام خلل في النشأه أم ضعف في الشخصية أم هناك عدة عوامل مجتمعه تكون هي الدافع لأن يقدم هؤلاء الشباب علي إرتكاب مثل هذه الجريمة في حق أنفسهم وفي حق ذويهم وفي حق المجتمع

بالنظر إلي معظم تلك الحالات إلتي اقدمت علي التخلص من حياتهم نجد أن سنهم يتراوح مابين ال١٥سنه وال٣٠ إذا هناك خلل ما في هذه المرحله العمريه والتي يكون أغلبها في كنف الأسرة أي أن الأسرة هي المتحمله لكافه احتياجاتهم بمعني أنه ليست هناك ضغوط قسوي علي هؤلاء لكي تدفعهم لارتكاب مثل هذه الجرا ئم في حق أنفسهم

لا بد وأن يتكاتف الجميع من أجل البحث الجيد في هذه الحالات والتي لو انتشرت ستكون بمثابه الكارثة إلتي ستضرب مجتمعنا لابد من تكاتف الجميع بدايه من المدرسه والكنيسة والمسجد ومراكز الشباب والشخصيات إلتي لديها قبول لدي هذه الفئه من الشباب لابد من الاستماع إلي الشباب ومحاوله دمجهم في الحياه بصورة أكبر وأوسع لابد من أن يكون هناك دور فعال للأحزاب بعمل انشطه علي الأرض لاستيعاب طاقات الشباب والاستماع إلي أفكارهم والعمل علي تنفيذ الجيد منها

ياسادة يجب النظر للأمر بصوره أكثر جدية وليس كونها حوادث فردية من الممكن أن تحدث هنأ وهناك وداخل أغلب المجتمعات الأمر جد خطير ويجب إعطاؤه الحجم الذي يليق به من الاهتمام 

 أنظر إلي أخر كلامات كتبتها رنا قبل الإقدام علي التخلص من حياتها

انا حزينه حزينه اوي اني وصلت للمرحه دي ، وانا بكتب الرساله دي مش شايفه من كتر الدموع اللي بتنزل من قلبي مش عيني ، انا تعبت تعبت اوي و استحملت كتير اوي بس انا انسانه عندي طاقه مش قادره استحمل كل ده لوحدي ، انا بس كنت محتاجه حد يطبطب عليا وياخدني ف حضنه انا عمري م حسيت ب حنيه ام ولا اب ولا اخوات ولا اصحاب ، انا عايشه لوحدي حرفياً رغم وجود الناس دي حوليا انا لوحدي والوحده وحشه اوي ومُتعبه اوي انا اتهلكت واتأذيت واتخذلت من اقرب ناس ليا و ف الاخر يتقالي معلش ، محدش يكلف نفسه يفكر فيا ولا يفكر ف احساسي ، اعيش ليه! اعيش لمين ؟ انا ف الوقت ده كنت عاوزه بس اللي يحسسني اني استاهل اتحب و ان حد يفضل معايا عشاني عشان بيحبني ، انا حاربت الناس كلها عشان ابقي كويسه وكل محولااتي فاشلت ، اتأكدو اني موصلتش ل هنا بسهوله كده لا والله انا عافرت عشان موصلش بس للاسف الحزن كان اقوي مني اتمني ربنا يسامحني و يحاسبني ع تعبي وقلة حيلتي مش ع عدم ايماني به ، حاجه اخيرا انا كنت لوحدي ودلوقتي لوحدي ف اتمني محدش من اهلي يحضر جنازتي لاني ماشيه زعلانه زعلانه منهم كلهم ومش مسامحه ف حق نفسي ابداً ، ادعولي بالرحمه وافتكروني بالخير واتمني متنسيش زي م كنت منسيه وقولو للشخص اللي ختم نهاية حياتي انه كان املي الوحيد و للاسف خذلني ، عرفوه اني كنت بحبه عرفووه اني خلاص فارقت الدنيا دي وانا حزينه و زعلانه علي نفسي  

هيعرف بالصدفه اني موت زيه زي ناس كتير اوي كانت ف حياتي حفلة تخرجي بعد بكراً هي مش حفلة تخرجي من الكليه بس ومن الحيااة كلها ، ادعولي ربنا يسامحني و محدش يقولي ماتت كفـ،ـره لان الكُفر هو اني افضل عايشه مأذيه و منسيه ووحيده ..

إلي هنا انتهت كلماتها وبنظره سريعه والتمعن في تلك الكلمات تجد أن الفتاة قد مرت بتجربه عاطفيه لم يكتب لها النجاح ولكن أيضاً مرت بحاله من التجاهل التام وعدم الاهتمام حتي من أقرب الناس إليها وهم أفراد أسرتها الذين يقع عليهم أيضاً إتهام الاشتراك في تلك الجريمة لأنهم ابتعدوا عن أداء دورهم تجاه أحد أفراد الأسرة وتركها فريسه للوحده والأفكار الخاطئة…

الاسره عليها دور كبير جداً في احتواء أبناءها

الدوله عليها دور أكبر للمتابعه وعمل برامج توعيه واستخدام جميع إمكانياتها لتصحيح المفاهيم وعلاج السلبيات المجتمعيه 

كلا منا عليه دور تجاه الآخر حتي لانصل إلي مرحله الاعوده

إنما هذا الشخص الذي ذكر في الرسالة والذي اتهمته الفقيدة بأنه خذلها لن أقول له سوي كلمه واحده أن كان شريكا في هذه الجريمة بطريقة أو بأخرى أن الله ليس بغافل عما يعمل الظالمين ودعوتي الي جميع الشباب لاترتبط عاطفياً بانثي الا إذا كنت قادراً علي أن تحقق لها الحد الأدنى من الارتباط السوي المحترم المتعارف عليه والبعد كل البعد عن العبث بمشاعر الآخرين حتي لاتكون قاتلا دون أن تدري 

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم للفقيده الرحمه والمغفره

وأن يجازي كل من أوصلها الي تلك المرحلة بما فعل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى