همسات إخوات و لكن ( ٦ )
مات القلب ألف مرة و مرة بعد الفراق
و سافر محمود وظلت هواهم تتصارع مع نفسها كى تنسى حبها لكنها
لم تقدر و قررت أن تعيش من أجل إخواتها و بعد الإنتهاء من إجرءات
معاش أبيها وجدت نفسها فى حيرة كبيره فالمعاش ضئيل جداً لن
يكفى متطلبات ثلاثة أولاد و خاصة أنهم فى مراحل مختلفة من التعليم
وبدأت تبيع بعض من الجهاز التى كانت قد جمعته لزواجها شيء فشيء وضاقت بها الدنيا وحتى أهداها تفكيرها إلى الحاج عبد القوى الذى كان يعمل والدها عنده بائع فى محل العطارة و ذهبت إليه و طلبت منه العون و رحب بها الحاج كثيراً فهو كان يحب والدها كثيراً لأنه كان آمين فى عمله و قال لها سأبعث لكى مرتب شهرى لكنها رفضت و قالت أريد عمل أربح منه مالاً يساعدنى مع معاش أبى و لبى الحاج طلبها و قال لها سأبعث لكى بعض من الشكائر المليئة بالعطارة و أنتى تقومى بالتعبئة فى عبوات صغيرة و إتفقا على هذا و لم تكتفى بهذا لكنها كانت تقوم بعمل بعض الفطائر و التورتات و الحلويات و تقوم ببيعها فى بعض من المحلات و كانت تطلب منها بعض الناس عمل الكيك و الجاتوهات فى أعياد الميلاد و الأفراح و كانت هواهم تعمل ليل نهار و لا تجد وقت للراحة إلا قليلاً و برغم هذا كانت تراقب إخواتها فى كل مكان فكانت لهم بمثابة الأب و الأم و الناصح الأمين و كانت تتعامل معهم بالشدة أحياناً و اللين أحياناً أخرى حتى أصبحوا من المتفوقين فى الدراسة و مر على هذا الحال سنتان و لم تنسى محمود لحظة واحدة فكانت كلما إختلت بنفسها تخرج صورها معه و تظل تنظر فيها و تتذكر أجمل أيام عمرها معه و فى يوم علمت أن محمود عاد من السفر فكانت تقف خلف النافذة بالساعات ربما تراه صدفة و هو مار فى الحارة و بينما كانت ذاهبة لشراء بعض الأغراض و إذا بها تشعر و كأن قلبها يخفق بسرعة رهيبة حتى إلتفتت إلى الخلف فوجدته يسرع فى الشارع حتى يلحق بها و هنا وقفت ثابتة مكانها و إقترب منها و نظر فى عينيها و قال لها وحشتينى و قبل أن تتكلم كانت الدموع تنهمر من عينيها و سرعان ما مسحت دموعها و قالت حمدلله على سلامتك قال محمود أنا عدت و لن أسافر مرة أخرى و عاود بطلب يديها مرة أخرى لكنها قالت لمحموديكفى لم أعد أتحمل كلماتك و طلبت منه أن يتزوج و يعيش حياته و أن ينساها و لا يحاول التحدث معها مرة أخرى و عادت إلى البيت و اااااا
الكاتبة / هناء البحيرى