أدب وثقافه

همسات

أسير فى طريق طويل

طريق يملاءه ظلمات الليل

القلب يرتعد خوفاً

لكنى أسير فى خطي  ثابتة

كلما مشيت أكثر طال الطريق أكثر

أسمع صوت الرياح عالية

كلما تملك الخوف مني أسرع أكثر

و بينما كنت ألتفت حولي لمحت ضوء

ضوء و كأنه نوراً ضئيل يخرج من ثقب

و كلما أسرعت نحوه كان يبتعد

و شعرت بالتعب فوقفت للحظات

وقفت لألتقط أنفاسي و لا زال الخوف بداخلي

و رفعت وجهي للسماء فوجدت نجم ساطع

و كأنه يرشدني للطريق و شعرت بالأمل

أمل من جديد و بدأ القلب ينبض ببطئ

و سمعت صوت ينادى و كأنه قريب قريب مني جداً

و بحثت فلم أجد أحد و عاد القلق من جديد

و ظهر الضوء من جديد و أسرعت نحوه من جديد

و عندما إقتربت منه و جدته ضوء شمعة

فوقفت عندها أراقبها و فجأة تحولت

تحولت الشمعة لخيال شخص

هنا إرتعد قلبى من الخوف و كاد القلب يقف عن النبض

لكنى وجدت الرياح هدأت قليلا

فتماسكت و أخذت أنظر و أدقق فى الخيال

فوجدته يقترب مني

و برغم خوفي لكني كنت أشعر براحة فى قلبى

و قلت فى نفسى كل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا

و بدأ الخيال يقترب أكثر و أكثر

و إذا بصوت يقول و أخيراً إلتقينا

هنا شعرت أن هذا الصوت أعرفه جيداً

إنه صوت الماضي الجميل صوت حب السنين

و فجأة تحول الظلام إلى نور ساطع

و أصبح الطريق الطويل بستان

بستان تملاءه  الزهور تفوح منه أحلى العطور

و سألته أين كنت و لماذا طالت غيبتك

ظهر الخيال و بدأت ملامح الوجه تتجمع

فوجدته حبيب الروح والفؤاد

فأسرعت إليه و فتح لي ذراعيه كي يضمني

فقلت له و أخيراً إلتقينا بعد غياب طويل

و قبل أن أرتمي فى أحضانه الديك صاح

و طلع النهار و صحيت من النوم

فوجدت نفسي كنت فى حلم جميل

تعجبت و قلت حتى فى الحلم إفترقنا

و نظرت فى المرآة فوجدت مرسوم على وجهي تجاعيد السنين

علمت وقتها أن العمر مضى

مضى و أنا فى إنتظار للقاء الحبيب

الكاتبة / هناءالبحيرى

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى