122

كتبت .. سهر سمير فريد

تمثال المسيح الفادي Cristo Redentor هو تمثال ضخم على طراز الف الزخرفي “آرت ديكو” للسيد المسيح بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل. يعد التمثال رمزاً للمدينة وأيقونة لها، ويعدّ أيضًا رمزًا للبرازيل كلها وللمسيحية في العالم أجمع. يبلغ ارتفاع التمثال 38 متراً، ويزن 1000 طنًا ويقع على قمة جبل كوركوفادو (710 متراً). صمّم التمثال الفنان البرازيلي هيتور دي سيلفا كوستا، وقام بتنفيذه النحات الفرنسي باول لاندويسكي. يشرف التمثال على الحديقة القومية لغابة تيجوكا الأكبر في العالم، مطلاً على ريو دي جانيرو، ويعد واحدًا من عجائب الدنيا السبع الجديدة، وهو مصنوع من الكونكريت والحجر الاملس.

في عام 1859، وصل القس بيدرو ماريا بوس القادم من مدينة البندقية إلى مدينة ريودي جانيرو وأذهله جمال جبل كوركوفادو واقترح يومها بناء أي معلم كنسي عليه تكريمًا للأميرة إيزابيل، وهو ما روج فكرة صنع تمثال ضخم للمسيح يستطيع الجميع مشاهدته في مدينة ريودي جانيرو. التمثال من تصميم البرازيلي هيتور داسلفا كوستا ونحت الفنان الفرنسي بول لاندوسكي الذي عمل فيه خمس سنوات قبل الانتهاء منه في 12 أكتوبر 1931م. ومنذ ذلك التاريخ أصبح التمثال رمزًا للمدينة وحفاوة البرازيليين واستقبالهم الدافئ للضيف.

قاعدة التمثال تحتوي على كنيسة رومانية كاثوليكية صغيرة حيث تعقد فيها الأعراس والعماد وكثير من المناسبات الدينية ويشرف التمثال على منتزه وحديقة وطنية هي الأكبر في العالم، موفرًا للزائرين إطلالات رائعة على مدينة ريودي جانيرو والخليج وجبل شوغارلوف وشاطئي كوباكابانا وإبانيما.

في سنة 2009 تم ادخال هذا التمثال إلى المواقع المحمية من قبل منظمة الاثار الوطنية. وكان التمثال قد تم ترميمه في عام 1980. وفي التسعينات أيضاً كانت قد تمت عمليات ترميم وتصليح من قبل مدينة ريو دي جانيرو وجهات متعددة وشركات أخرى. وقد شهد أعمال صيانة أخرى سنة 2003 وبداية سنة 2012 ففي سنة 2003 تم ادراج وتنصيب ثلاثة مصاعد كل مصعد يسع ل14 شخصاً وسلم تصل إلى أعلى القاعدة للسواح. وفي سنة 2010 ولمدة أربعة أشهر قامت شركة تنجيم بالتركيز على التمثال وقد تم تنظيف الغلاف الخارجي وتلميعه وإصلاح بعض الشقوق الصغيرة في الهيكل. وأيضاً جالبة الصواعق التي تحمي التمثال والموجودة في أعلى الرأس واليدين تم إصلاحها.

تطلبت عمليات الصيانة مئة عامل و60,000 قطع حجرية اخذت كلها من نفس المنجم الذي اخذت منه الاحجار لبناء التمثال الاصلي. وعند انتهاء الترميم وضع اللونين الأصفر والأخضر للاحتفال والتشجيع بالمنتخب البرازيلي الذي كان يلعب في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010 آنذاك التي كانت مقامة في جنوب أفريقيا. في يناير 2014 تسببت عاصفة قوية مصحوبة بالبرق في كسر أصبع الإبهام للتمثال. ويقول المعهد الوطني لأبحاث الفضاء في البرازيل إن التمثال يتعرض لومضات البرق بمتوسط ثلاث إلى خمس مرات سنويًا.

أدت الصاعقة التي ضربت تمثال المسيح الفادي إلى قطع جزء من ابهام يده اليمنى. وقال الاب اوسمار رابوسو، وهو المسؤول عن الموقع الذي يعتبر من عجائب الدنيا السبع الجديدة، ان التمثال سيرمم في فبراير 2014م.