القسم الديني

أمين الفتوى النوم لا يفسد الصيام واستغلال الوقت في العبادة يزيد الأجر

كتب وجدي نعمان

 أوضح الدكتور محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن النوم أثناء الصيام لا يبطله ولا يؤثر على صحته، مشيرًا إلى أن الصائم إذا نام طوال النهار حتى أذان المغرب فصيامه صحيح ولا إشكال فيه، لكن عليه الانتباه إلى عدم تفويت الصلوات لأن ذلك يوقعه في الإثم.  

وأضاف خلال تغطية خاصة لقناة الناس بمناسبة استطلاع هلال شهر رمضان، اليوم الجمعة، أن هناك فرقًا بين من ينام بسبب ظروف عمله الشاقة ليلًا مثل أصحاب المهن الصعبة الذين يضطرون للعمل حتى الفجر ثم ينامون في النهار، فهؤلاء لا ينقص أجرهم شيء بل قد يضاعف الله لهم الثواب لأنهم يسعون للحفاظ على صيامهم، وبين من يجعل نومه وسيلة لقضاء النهار دون استثمار هذا الوقت في العبادة والطاعة.

 وأكد أن الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب بل فرصة عظيمة للتقرب إلى الله من خلال الصلاة وقراءة القرآن والدعاء، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل في الحديث القدسي حيث قال كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به موضحًا أن ثواب الصيام عند الله بلا حدود وعطية الله لعباده بغير حساب.  

 ودعا الصائمين إلى اغتنام أوقاتهم في الطاعات والعبادات لينالوا الخير والثواب العظيم في هذا الشهرالكريم، منوها إلى أن شهر رمضان هو شهر الخير والرحمة والمغفرة، وهو فرصة عظيمة يجب على كل مسلم أن يستعد لها بإخلاص النية لله عز وجل.

وأوضح أن استقبال رمضان لا يكون فقط بالفرحة بقدومه، بل بفهم قيمته وعظمته وفضل الأعمال الصالحة فيه، مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستبشر برؤية هلال رمضان، وكان يدعو قائلًا: “اللهم أهله علينا باليُمن والإيمان، والسلامة والإسلام، هلال خير وبركة”، مؤكدًا أن هذا الشهر هو خير الأزمنة التي فضلها الله على سائر الشهور، حيث قال سبحانه وتعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان”.  

 وأضاف، أن على المسلم أن يتهيأ لهذا الشهر بالتوبة الصادقة، والإكثار من الدعاء، واستغلال كل لحظة فيه، مشيرًا إلى أن ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، قد تكون في أي ليلة من ليالي الشهر، لذلك يجب الاجتهاد في العبادة منذ البداية.  

وختم حديثه قائلًا: “رمضان فرصة لا تتكرر، ومن الضروري أن ندخله بقلوب صافية ونية خالصة، حتى نكون من الفائزين بمغفرة الله ورحمته”.

youtube

 وفي سياق متصل، أكد الدكتور جمال الدين حامد، مدير مرصد القطامية، أن الفريق الفلكي يحدد موقع الهلال بعد غروب الشمس، ثم يحلل البيانات الفلكية لتأكيد إمكان رؤيته، موضحًا أن التلسكوب يجمع الضوء القادم من الهلال ويعكسه عبر عدسات ومرايا دقيقة، مما يسهل رؤية الهلال بدقة عالية.  

 ويشير خلال تغطية خاصة لقناة الناس بمناسبة استطلاع هلال شهر رمضان، اليوم الجمعة، إلى أن بعض العوامل الطبيعية قد تعرقل رؤية الهلال، مثل وهج الشمس القوي أو وجود الغبار والسحب في الغلاف الجوي، مما قد يؤدي إلى تأجيل إعلان دخول الشهر الهجري.  

 ويكشف أن الحسابات الفلكية تحدد مواعيد ولادة الهلال لكل الشهور الهجرية، لكن الاعتماد الأساسي يظل على الرؤية البصرية الشرعية، وفقًا لما يقرره علماء الفلك بالتعاون مع الجهات الدينية المختصة.

 من جهته أكد الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن استطلاع هلال شهر رمضان مسألة شرعية تهم جميع المسلمين، وليس المصريين فقط، حيث قال النبي ﷺ: “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا” (متفق عليه).  

 وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تغطية خاصة لقناة الناس بمناسبة استطلاع هلال شهر رمضان، اليوم الجمعة، من أمام مرصد القطامية الفلكي، أن استطلاع الهلال قديمًا كان يعتمد على الرؤية بالعين المجردة، حيث كان الناس في البوادي يتمتعون بحدة البصر وصفاء الأجواء، مما كان يساعدهم على رؤية الهلال بوضوح بعد غروب الشمس، بعكس اليوم حيث أصبحت المدن مليئة بالعمران والتلوث والذبذبات التي تعيق الرؤية.  

 وأضاف، أن العلم الحديث وحسابات الفلك أصبح لها دور مهم في تأكيد إمكان رؤية الهلال، لكن الشرع لا يعتمد على الحسابات الفلكية فقط، بل يشترط الرؤية البصرية أو استكمال عدة الشهر كما أمر النبي ﷺ.  

 وأشار إلى أن دار الإفتاء المصرية تعتمد على لجان شرعية متخصصة في استطلاع الهلال، حيث يتم الرصد في أماكن مختارة بدقة، بعيدًا عن التلوث البصري، وباستخدام أحدث الوسائل الفلكية، مؤكدًا أن الإعلان الرسمي لرؤية الهلال يكون وفقًا للضوابط الشرعية والعلمية المعتمدة.  

 وختم قائلًا: “رؤية الهلال ليست مجرد تقليد، بل هي تطبيق لأمر نبوي، وهي ما زالت مستمرة حتى اليوم رغم التقدم العلمي، فالإسلام يجمع بين العلم والشرع في أحكامه”.

مقالات ذات صلة