مستشارك القانونى
التحرش في الأيام المباركة انتهاك للقيم والقانون بقلم أحمد الشبيتي

مع اقتراب عيد الفطر المبارك، يزداد الإقبال على الأسواق والمحلات التجارية لشراء الملابس ومستلزمات العيد، حيث تخرج الأسر بأطفالها ونسائها في أجواء من البهجة والاستعداد لاستقبال العيد. إلا أن هذه الفرحة تتعرض للتشويه بسبب بعض السلوكيات المشينة التي تصدر عن بعض الشباب، الذين يستغلون الازدحام لمضايقة الفتيات والنساء، سواء بالتحرش اللفظي أو الجسدي.
التحرش: جريمة أخلاقية وقانونية
إن التحرش، سواء كان لفظيًا أو جسديًا، لا يُعد فقط تعديًا على أخلاقيات المجتمع، بل هو جريمة يعاقب عليها القانون. فقد نص القانون المصري، بموجب المادة 306 مكرر (أ) من قانون العقوبات، على معاقبة كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص بإيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية، بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة مالية، وإذا كان الفعل مصحوبًا بتهديد أو ممارسة عنف، فإن العقوبة تتضاعف.
الوازع الديني والأخلاقي في الأيام المباركة
إن أيام العشر الأواخر من رمضان وليالي العيد هي أيام للعبادة والطاعة والتقرب إلى الله، ولا يليق بأي حال من الأحوال أن تتحول هذه الأجواء الإيمانية إلى بيئة تُرتكب فيها مثل هذه السلوكيات المنافية للدين والأخلاق. فقد حث الإسلام على غض البصر، وحرم الاعتداء على كرامة الإنسان، فقال تعالى: “قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ” (النور: 30).
المسؤولية المجتمعية والتصدي للظاهرة
إن مواجهة هذه الظاهرة ليست مسؤولية القانون فقط، بل هي مسؤولية المجتمع بأسره، من خلال:
1. تعزيز القيم والأخلاق: عبر التربية السليمة في المنزل والمدرسة والمسجد والإعلام.
2. تفعيل دور الأمن: بزيادة التواجد الأمني في المناطق المزدحمة واتخاذ إجراءات حاسمة ضد المتحرشين.
3. تشجيع الضحايا على الإبلاغ: حيث يجب أن تتحلى الفتيات والنساء بالشجاعة للإبلاغ عن أي واقعة تحرش، لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
4. توعية الشباب بخطورة الفعل: عبر حملات إعلامية ودعوية تحث على احترام المرأة وبيان العواقب القانونية والاجتماعية للتحرش.