المقالات والسياسه والادب

الغصَّة بقلم سليمة مالكي نـور القـمر

الغصَّة

أُحاوِلُ عَبَثًا كِتابةَ ذلكَ الوجَع
الذي لا يُوصَفُ
أحس أَنَّهُ يَنْحَرُ داخِلي
كُلَّ يَومٍ أَكثَر.
أُحاوِل.. وأُحاوِل…
مَهْما تَفَنَّنْت وتَعَلَّمْت ونَضجت
ويَقولونَ عنّي مُبدِعَة
تَمَكَّنت مِنَ الحَرف
طَوَّعْت المَعاني
ورَوَّضْت عِباراتِ الوَجَع
ولكِنِّي أَرى نَفسي
فاشِلَة ل م أُصِبْه
بِحَرف ولا حتى بِهَمس
لا اقتَرَبْت مِنه ولا لَمَحْتُه
هو. هُنا كما كانَ دائِما
يَسكُنُني ويَستَبِدُّ بي
يَمشي في عُروقي
يَتَجَمَّع كَغصَّة في حَلقِي
يُشبِهُ الكُرَة …
لَكِنَّها لا تَتَدَحرَج
بَقِيَتْ عالِقَة
بِالمُنتَصَف المُميت…
يَظُنُّون أنِّي أُجيد
كِتابةَ أَحزاني
ومُحاكاة وَجَعي بِبَراعَة
خَدَعتُهُم جَميعًا بِعَناوين
مُثيرةٍ…..
السُّقوطِ والحَضيضِ
والدَّمعَةِ والنَّدَمِ
كُلُّها عَدَمٌ…
أَنا مَن يَحِيكُ أَثوابَ الحُزن
وثَوبِي قَديم. مَليءٌ
بِالثُّقوبِ…
تَعَلَّمْتُ غَزْلَ الكَلِمات
لَكِنَّ قَصائِدي رثَّة
مُمَزَّقَة
مليئة بِالنُّدوب ..
مَطحونَةٌ أَنا بِدَوامَة البَوح
كُل نُصوصي
ما هِي إلا ضَحَكات مُهَرِّج
فَشِل بِالتمثِيل
فرَسَمَ ضَحكَةً غَبِيّة على فمه
وَوَضَعَ أَنفًا أَحمَر
لِيُضحِكَ الجَميع
ونَسِيَ أَن يُخَبِّئ
عُيونَهُ الحَزينَةَ…

فاشِلَةٌ أَنا بِصِياغَةِ الدُّموع

وحِياكَتِها لِتَكونَ لوحةً جَميلَة…

فاشِلَةٌ أَنا بِكتابَة الوَجَعِ لِأُخَلِّدَهُ

كَـمُعَلَّقَةٍ لا تُنسَى…

فاشِلَةٌ أَنا بِالانْتِهاء

ووَضْعِ خَاتِمَة

تَكونُ قَفلَةً رائعة

لِوَجَعٍ لا يَعودُ…

انْتَهَيْتُ من الكتابة ….

مقالات ذات صلة