المقالات والسياسه والادب

في مهبّ القهر

في مهبّ القهر

بقلم سليمة مالكي 

 نـــــور القـــــمر 

 

ضاعَ منِّي القلبُ يومَــا

وسُرِقَ منهُ النبضُ دَهْـرَا

فعِشْتُ كالغريبِ عليهِ حزنًـــــا

مُحاوِلاً النجاةَ قَسْــــــرا

 

ولكنِّي غَرِقْتُ فيهِ، وحفرتُ قَبْـــــرا

ما استَطَعْتُ لهُ وعنهُ صبــــرا

وكانَ عَلَيَّ الأمرُ عُسْــــرا

حتى نطَقْتُ بالحياةِ كُفْــــــرا

 

ٱنقَلَبَ عليَّ الجميعُ عُقْبَا

ورأسًا

وصِرْتُ لهمْ بالطريقِ حجرًا عَثْرا

فداسُوا بالأقدامِ، رقصوا رقصَا

فعاثوا بكبريائيَ، مزقوهُ شذرَا

 

كَسَرونِي، وحَطَّموا ما تَبَقَّى مِنِّي كرهَا

كنتُ أظنُّ أنَّ الدمَ بالعُروقِ لا يجِفُ دهرَا

ولن يكونَ كالماءِ ويسيلُ دَفْقَـــــا

ما ٱعتَدْتُ الطغيانَ،

والحِقدُ يدومُ عُمْــرا

 

اكتَشَفْتُ بهذا العمرِ سرًّا:

أنَّ الطيِّبَ يموتُ كبدًا وقهرًا

ضعيفٌ، لا يخلِطُ الألوانَ، ولا يصبِغُ صدقَا

غَبِيٌّ، يعيشُ بوجهه للجميعِ طوعًا وأمرًا

نَصَبوا لهُ المكائدَ، ليسقط فخّـــا

فيتخبطَه الهمُّ حينًا ودهــــرًا…

 

أيا قلبي، أينَ أنتَ من ظلمِ الإنسانِ لأخيهِ ظلمَا

رغمَ الدمِ الراكدِ بالعروقِ مودةً ورحمَا؟!

فبشِّرهُ أنَّ الحقَّ لن يضيقَ ضرعَا

ومهما قُلتَ وأبليتَ فيهِ، آتٍ ولو طالَ دهرَا

سيظهرُ يومًا… ويَسْطعُ بالأرجاءِ جهرَا

وسيكونُ مثلَ القيامةِ آتٍ

فجميلٌ… صبـــرَا…

مقالات ذات صلة