ملحمة الضوء

بقلم…. هدى عبده
أعبرُ ليلَ المجرّاتِ مثقلاً بسؤالي،
أستجدي من كواكبها اعترافاً بحالي،
تهيمُ في داخلي آلافُ مجراتٍ
وتنطفئُ في عيوني مثلَ خيطِ الهلالِ.
أمشي على ضوء أوهامٍ تؤرّقني،
كأنّني بين نجمٍ ضاعَ، أو في زوالِ،
أفتّشُ العمرَ عن وعدٍ يرافقني،
لكنني لا أرى غيرَ الرمادِ الخيالي.
يا أيها الكونُ، هل تسمعُ أنّاتي؟
أم تُغلقُ البابَ في وجهي وفي ارتحالي؟
كم مرّةً خذلَتِ الأفلاكُ أحلامي،
وكم تركتني دروبُ الغيبِ في احتمالي.
الليلُ يطوي على صدري مجرتَهُ،
فيصهرُ الصمتَ في روحي وفي اختلالي،
والشمسُ تأبى مجيئاً حين أطلبها،
فتتركني بين رمحِ اليأسِ والاحتمالِ.
لكنني لا أبيعُ الحلمَ في وطني،
ولا أساومُ في نزفٍ ولا في جمالي،
أحملُ جمرَ الهوى لو طالَ محرقُهُ،
وأوقدُ الصبحَ من أنقاضِهِ المتهالي.
سأجمعُ الضوءَ من أعماقِ مجرتي،
وأمنحُ الحرفَ من أنفاسي اشتعالي،
فإن غدوتُ غريبًا في مدائني،
فإني الغربةُ البيضاءُ في كل حالِ



