أنثى تعانق الفجر

بقلم… هدى عبده
كنتُ أظن أن الحزنَ قد ابتلعني،
وأنني ورقةٌ تائهةٌ
في مهبّ ريحٍ لا تعرف الرحمة.
لكنني حين أغلقتُ عيني
سمعتُ صوتًا من أعماقي
يهمس:
“يا امرأة… ما زلتِ قادرةً على النهوض.”
جرحتني الأيام،
لكنها لم تسرق يقيني،
خذلتني الوجوه،
لكنني تعلمتُ أن أضيء وجهي بابتسامتي،
فأنا ابنة الضوء،
ولستُ أسيرة الظل.
يا ليلُ…
لا تُرعبني بسوادك،
سأغزل من نجومك وشاحًا،
وأتزين به كما تتزين العروس
في حضرة غدٍ قادم.
تعلمتُ أن دموعي ليست ضعفًا،
بل ماءً يغسل روحي،
وأن كسوري ليست عارًا،
بل نافذة يدخل منها النور.
أنا أنثى،
حين أسقط أنهض،
وحين أُخذل أزهر،
وحين يضيق صدري
أفتح له نافذةً على السماء
فأتسع بحجم حلمي.
غدًا…
سأمشي على الدرب بخطى أهدأ،
سأزرع وردًا في كل بقعةٍ مررتُ فيها،
وسأترك أثري عطراً
يشبه صلاتي.
غدًا…
سأرى في المرايا امرأةً أقوى،
امرأةً لا يثنيها وجع،
ولا يكسرها فناء،
امرأةً تعانق الفجر
كأنه طفلها الأول،
وتقول له:
“لقد جئتَ من أجلي…
وجئتُ من أجلك.”
د. هدى عبده



