يا ما في حياتنا حاجات بنخاف نواجهها.. فيه اللي بيخاف يتكلم قدام الناس، وفيه اللي بيخاف يقول “لأ”، وفيه اللي مرعوب يسيب علاقة مدمّرة عشان خايف من الوحدة، وفيه اللي خايف يغيّر شغله عشان مش ضامن المستقبل. والخوف ساعات بيكبّلنا زي السلاسل ويحبسنا في دايرة مفيهاش خروج.
لكن الغريب بقى، إن الخوف بيخدعك. بيكبر جوا دماغك لدرجة تحس إنك لو واجهته هتقع أو هتتدمر. إنما الحقيقة إن لحظة المواجهة نفسها هي العلاج. زي ما يكون واحد بيخاف من البحر، طول ما هو واقف ع الشط بيهيّأ لنفسه إنه لو نزل هيغرق. لكن أول ما يخطي برجله في المية، يكتشف إنها أهدى من اللي رسمها في خياله.
الخوف مش عدوك، هو إنذار.. بيقولك: “خلي بالك، فيه حاجة جديدة”، لكن انت دورك إنك تثبت لنفسك إنك أقوى من وهمك. وكل مرة تواجه فيها خوفك، حجم الخوف بيصغر.. لحد ما يختفي أو يبقى مجرد ذكرى.
التحليل النفسي:
الخوف في علم النفس له جذور واضحة:
العقل الباطن بيربط بين موقف قديم وبين خطر وهمي، فكل مرة تتعرض لحاجة شبهه، العقل يديك إنذار خوف.
التجنب بيغذّي الخوف أكتر. كل ما تبعد عن اللي بيخوفك، الخوف يجبرك تفضل رهين عنده.
المواجهة هي العلاج السلوكي الأساسي. لما تعمل الحاجة اللي مرعوب منها، المخ بيتعلّم إنها مش خطر، وبالتالي يوقف الإنذار المبالغ فيه.
الخوف في الأصل آلية حماية، لكنه لما يزيد بيبقى قيد. وعلشان تفكّ القيد لازم تواجه، لأنك طول ما بتهرب هتفضل عبد للفكرة، لكن أول ما تواجهها تتحوّل لسيّد على نفسك.