المقالات والسياسه والادب

اتوبيس الاشباح  قصه حقيقيه

بقلم / شاميه كساب

اتوبيس الاشباح 

كانت هناك سيده ذاهبه لإنهاء اوراق حكوميه و كان يجب أن تركب من موقف شهير كبير متعدد الأدوار و المراحل الموقف به كافيهات و هناك أماكن داخل المبنى ترى الشمس و اماكن اخرى لا ترى الشمس فإذ بها تسير بسرعه لإنهاء مهامها فى الانجاز

و هى عابره من أمام كافيه فى الموقف ( المكان مذدحم حقا ) إذ فجائه شعرت بألم شديد كأن أحد طعنها فى قلبها فوقفت لترى ماذا بها فلم تجد شئ و لكن الالم شديد تقدم قدم و تاخر الأخرى تلتقط أنفاسها بالإكراه و تنظر حولها فى استغراب كأنها تبحث عن احد و هى تسير فى اتجاه الباص الذى سينقلها للمكان المطلوب و حين مرت أسفل مكان مفتوح يرى الشمس اختفى الالم كأنه لم يكن سارت السيده فى طريقها غير مباليه قالت لنفسها ربما أعانى من برد فى العظام

أنهت السيده الأوراق و فى طريق العوده كان لابد أن تستقل باص من موقف آخر فرعى صغير هى تعرفه جيدا و تعرف مكان الباص الذى بدوره سينقلها لاقرب منطقه من سكنها و هى تسير نحو الباص كان هناك رجل يسأل اين مكان الباص الذاهب الى منطقه السلام و هى أيضا كانت ذاهبه للسلام فردت على الرجل و هى تشاور له قائله الباص هناك انا ذاهبه إليه فشكرها الرجل مسرعا إليه فسبق السيده و هى تمشى ورائه و تراه فحدث أمر غريب لاحظته السيده أنه ذهب للباص و كان هناك شخص يقف أمام الباص فسأله الرجل فالاغرب فى الموضوع أن الرجل اكمل سيره متجاهلا الباص المفترض أن هذا مكانه الصحيح كما تعودت السيده فلم تبالى و تخيلت أن

(((الرجل ذهب لشراء زجاجه ماء (فحراره الشمس حقا مرتفعه )ثم يعود يبدو أن الباص مازال فارغ به شخص أو شخصان )))

و حين وصلت الباص وجدت به ركاب فسألتهم

السلام فردوا عليها نعم اركبى فصعدت السيده للباص فوجدته مزدحم كلما تسال أحد الكرسى إلى جنبك فاضى يقول لها لا محجوز و هكذا الى اخر مقعد الكنبه الاخير وجدتها فارغه تماما فجلست فى الكرسى إلى جنب الشباك اخر المقعد و كان الباص مذدحم و صوت ضجيج الزحام واضح

بعد أن استقرت فى مكانها منتظره الباص يتحرك حالها كحال الجميع منا ، فتحت شنتطها و أخرجت هاتفها و شربت من زجاجه الماء الخاص بها بمجرد أنها فتحت رساله على الواتس اب افتقدت الوقت و لم تشعر بأى شئ من حولها انعزلت تماما عن العالم الخارجي و عاشت فقط مع الفون فى يدها هى نفسها لم تدرك كم من الوقت كانت فى تلك الحاله و لكن إذا بفاجئه تشعر أنها تذكرت أنها فى باص و تأخر فى التحرك ففزعت و وقفت لتسأل اى من الركاب و لكن الصدمه لم يكن أحد بالباص غيرها لا احد اختفى الركاب و اختفى ضجيج الاذدحام و الصمت يعم المكان فحاولت جمع أعصابها ضربات قلبها تذداد تشعر بصعوبه فى التقاط الأنفاس فى حاله من الزهول و الاستغراب و الخوف تقدم قدم و تاخر الأخرى كما حدث معها صباحا كانت تجاهد للخروج من الباص تنظر على كل الكراسى فى استغراب ( اين ذهبوا كيف ذهبوا جميعا و لم أشعر أو حتى اسمعهم ) فلا تنسوا انها كانت فى اخر مقعد و الباب الوحيد للباص خلف اول مقعد و اخيرا نجحت فى النزول لتجد أشخاص يقفون أمام الباص فسألتهم :

اين ركاب الباص مش كنتم تعلو صوتكم شويه و انتم بتنقلوا الركاب للعربيه التانيه مش يمكن يكون حد نايم فى اخر الباص ؟

و هنا الصدمه

رد عليها سائق : انتى رايحه فين

السيده : السلام

السائق : السلام مش هنا السلام انتقلت جوه من يومين

السيده : ازاى الباص ده كان رايح السلام و كان فيه ركاب

السائق و هو ينظر الباص و ينظر لها فى استغراب : الباص ده من يومين عطلان فى مكانه عشان كده دخلنا السلام جوه

انتى طلعت الباص امتى و دخلت ازاى ؟؟؟

نظرت له السيده فخافت أن تتحدث أكثر من ذلك لكى لا يحدث مشاكل فشكرته و ذهبت مسرعه لمكان السلام الجديد و هى فى فزع و حيره و غموض ضربات قلبها تتذايد يداها عارقتين تلتقط أنفاسها بصعوبه و شئ من الخوف يسود داخلها .

استقلت الباص و دفعت الاجره حاولت بقدر الإمكان أن تبدو من الخارج طبيعيه و لكن داخلها كل شئ مختلف كل شئ به خلل تضارب الاسئله داخل عقلها تدور و تدور

تسال نفسها بعد أن هدئت نسبياً و هى تتذكر تفاصيل هى تجاهلتها :

تذكرت حين صعدت الباص الركاب تبدو ملامحهم بارده ليس فيها اى رد فعل حين كانت تسألهم الكرسى إلى جنبك فاضى كانو بيردو عليها بهدوء مرعب و هم حتى لم ينظروا لها كأن أجسادهم متجمده كلهم تبدو على وجوههم حزن ظاهر و معلن حزن من نوع كسرة القلب الذى هو بدوره اقسى انواع الحزن العميق و ملابسهم تبدو غريبه الشكل نعم ما رائته يدل على ملامح موت [الباص لم يكن فيه حياه ]

فكأنها فاقت على سؤال

من هؤلاء و ما قصتهم و لماذا دعونى للصعود ؟ و كيف لى الا التفت طوال يومى لإشارات تجاهلتها أنا بطبيعه حالى لم اتجاهل الإشارات على قدر المستطاع ؟

فتذكرت أيضا الرجل التائه الذى إرشدته لمكان الباص الخاطئ

تذكرت أنه سأل رجل كان يقف أمام الباص و لكنها رائت فقط و كانت بعيده فلن تسمعهم فتخيلت ما دار بينهم فى عقلها و كأنها ترى المشهد عن قرب لاول مره

(الرجل التائه لو سمحت فين باص السلام فأشار له السائق بعيدا قائلا هناك موقف السلام ثم أكمل الرجل التائه مسيرته متجها نحو الباص المطلوب

هنا فاقت قائله اليس تلك كانت اشاره لى أن أبتعد لماذا لم افعل مثله و اسال السائق الذى كان يقف أمام الباص و لكن أين السائق اصلا انا لم أراه فحين أن المده الزمنيه بينى و بين الرجل التائه لم تكمل دقيقه فأين اختفى السائق رغم انى كنت مراقبه جيده و لكن لماذا تجاهلت هذا السائق حقا حتى أنه اختفى امام عينى و لم أراه و لم اهتم حرفيا حين وصلت لم يكن السائق هناك لدرجه انى سالت ركاب الباص الذين أيضا اختفوا فى لمحة بصر .

ظلت السيده هكذا يومان تفكر و تدقق و تحلل مع حاله من ضربات القلب المتذايده و زهول و فضول لمعرفه ماذا حدث

و ايضا جسدها تأثر فكانت تشعر بالبرد الشديد بالرغم ان الجو حرفيا حر أعلى درجات حرارة فى فصل الصيف عانت يومان من اسهال معوى شديد إلى أن قررت تجاهل الموضوع .

انتهت

بدئت تنتشر ظواهر و مواقف غريبه و احيانا مرعبه يراها و يعيشها البعض مثل (( بطلة قصتنا ))

فاين كانت تلك السيده و لماذا هى بالاخص و من هؤلاء هل هذا يعنى انها اخترقت بعد آخر و دخلته أم أنها اخترقت عالم الارواح و ما وراء الطبيعه أم أنها رائت فاصل و عاشته يخصها من حياه سابقه و لكن لماذا حياتها السابقه تريد أن تذكرها بفاصل واحد من حياة واحده سابقه من ضمن الحيوات لابد أن هناك رساله ام من الجائز الاضطراب الكونى الذى تسبب حاليا فى تسارع حركه النجوم و الكواكب يبدو أن هذا الاضطراب فتح بوابات بين بعض الأشخاص و الاكاشا الخاصه بهم

ماذا يحدث هل الكون مضطرب لدرجه أنه يفتح الابعاد على بعضها لثوانى أو دقائق ام اضطراب الكون يفتح بيننا و بين عالم ما وراء الحياه بكائناته المرعبه التى ترانا و لا نراها

انا مثلكم تماما لم اصل لاجابه واضحه لا فكريا و لا علميا

و يهمنى رائيكم

مقالات ذات صلة