المقالات والسياسه والادب
اعمل لعقلك بلوك قبل ما يبوظك اللي ملوش قيمة

كتبت/ د/شيماء صبحي
فيه نوع من الناس وجودهم في حياتك بيخلّي دماغك تضعف، مش جسمك بس اللي بيتعب، لا، عقلك نفسه بيتشوَّه من كتر السطحية والهايفة اللي بيعيشوك فيها.
النوع ده بيدخلك في دوامة اسمها “التفاهة الممتعة”.. يلهوك بكلام، وضحك، واهتمامات شكلها لطيف، لكن في العمق بتسحب منك أهم حاجة: التركيز والعُمق.
تبدأ تلاحظ إنك بقيت بتفكر في حاجات صغيرة جدًا، بتتخانق على اللايك، بتزعل من الرسالة اللي اتأخرت، وبتقيس قيمتك من رد فعلهم!
تبدأ تتغير من غير ما تحس، تبطل تسأل نفسك الأسئلة الصح، وتدخل في دوامة المقارنات والمشاعر الزايفة، وكل دا لأنك اتصبّت بشخص بيستهلك عقلك من غير ما يضيفله.
الناس دي عندها سِمّ ناعم، مش بيأذيك مرة واحدة، لكن بيشتغل على المدى الطويل.
بيخليك تصدق إن الهايف هو الطبيعي، وإن الجدّ تقيل، وإن التفكير الكتير غباء.
تلاقي نفسك بتضحك على فيديوهات تفهى بالساعات، ومش قادر تفتح كتاب نص ساعة،
تتابع ناس بتتصنّع عشان تبان، وتنسى نفسك اللي المفروض تكون.
اعمل لعقلك بلوك… مش لأي حد، لكن لكل اللي بيحاول يبرمجك على الهيافة.
البلوك مش لازم يكون على السوشيال ميديا، أوقات البلوك الحقيقي بيبدأ من جواك.
بلوك عن الكلام الفاضي، عن الناس اللي مش بتسمّعك غير النكد أو الفارغ،
عن العلاقات اللي بتخليك تستهلك تفكيرك في اللاشيء،
عن كل اللي بيخليك تستخف بنفسك، أو تستهين بعُمقك.
إنت مش معمول عشان تبقى “ترند” في حياة حد،
إنت معمول عشان تبني لنفسك طريق يبقى ثابت، حتى لو مش عليه جمهور.
مش لازم تكون جذّاب، كفاية تكون حقيقي.
مش لازم تبهر، كفاية تكون فاهم نفسك ومسيطر على دماغك.
العقل لما يتعود على الهيافة، بيكسل من أي عمق.
ولما يتعود على الجد، بيشمّ ريحة التفاهة من بعيد ويهرب.
اختار إنت هتدرّب دماغك على إيه.
لو الشخص اللي في حياتك بيخليك دايمًا في دايرة فاضية…
اعرف إنك مش بتحبه، إنت بتتسمّم بيه.
ولما توصل للنقطة دي، الحل مش “تعدّل العلاقة”، الحل إنك تعمل لعقلك بلوك قبل ما يبوظ منك.
احمي دماغك زي ما بتحمي قلبك، لأن اللي بيضيع الأول مش الحب…
اللي بيضيع الأول هو العقل اللي صدّق إن كل دا طبيعي.



