الأرضُ جنة محتجزة بين أيدينا بقلم الباحثة فاطمة اسكيف

الأرضُ جَنَّةٌ مُحْتَجَزَةٌ بَيْنَ أَيْدِينَا
إلى مَتى نَظَلُّ نَعِيشُ في ظِلالِ الجَهْلِ والخَذْلانِ؟
إلى مَتى نَرْضَى أن تَبْقى أرْضُنا مَجالًا للظُّلْمِ والتَّفْريقِ؟
لَقَدْ خَلَقَنَا اللهُ مِن هذِهِ الأرْضِ، وفِيها نَعِيشُ وَنَموتُ، وَهي بَيْتُنَا الْوَحيدُ الَّذي يَجِبُ أن نَعْتَنِيَ بِهِ وَنَصُونَهُ
إنَّ الجَنَّةَ لَيْسَتْ بَعِيدَةً أو فِي السَّماءِ فَقَطْ بَلْ يُمْكِنُ أَنْ نَصْنَعَهَا هُنَا عَلَى الأرْضِ
بِأَنْ نَزْرَعَ العَدَالَةَ في قُلُوبِنَا، وَنَجْعَلَ الرَّحْمَةَ مَنْهَجَ تَعَامُلِنَا
وَبِأَنْ نُنَشِّرَ العِلْمَ وَنُعَزِّزَ قِيَمَ التَّسَامُحِ وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَ الجَمِيعِ.
فَكُلُّ يَوْمٍ يَمُرُّ عَلَيْنَا هو فُرْصَةٌ لِنُغَيِّرَ وَاقِعَنَا
لِنَرْسُمَ طَرِيقَ الأَمَلِ وَالاِزْدِهَارِ
فالأرْضُ لا تَتَحَمَّلُ اسْتِمْرارَ الفَسَادِ وَالظُّلْمِ
وَالناسُ لا تَحْتَمِلُ المَزِيدَ مِنَ اليَأْسِ وَالقَهْرِ
حانَ الوَقْتُ أَنْ نَكُونَ نَحْنُ مَن يَصْنَعُ الفَرْقَ
نَزْرَعُ بُذُورَ الخَيْرِ، وَنَرْوِيهَا بِالعَزِيمَةِ وَالعَمَلِ الصَّادِقِ،
لِنُحَوِّلَ وَاقِعَنَا إِلَى جَنَّةٍ حَقِيقِيَّةٍ تَنْبُضُ بِالسَّلَامِ وَالطُّمَأْنِينَة
و لا تَنْتَظِرِوا المِصْبَاحَ السِحْرِيِ ، فالتَّغْييرُ يَبْدَأُ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا…
فَلْنَعْمَلْ بِقُلُوبٍ مَلْؤُهَا الإيمَانُ، وَبِيَدَيْنِ تَبْنِي وَلا تَهْدِمُ
وَلْنَجْعَلْ هذِهِ الأرْضَ مَكَانًا يَلِيقُ بِنَا وَبِأَجْيَالِنَا القَادِمَةِ.
قالَ اللهُ تَعَالَى: “مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى”
فَتَذَكَّرُوا أَنَّ هذِهِ الأرْض أَمَانَةٌ فِي أَعْنَاقِنَا
وَأَنَّ صَلَاحَهَا مِنْ صَلَاحِ قُلُوبِنَا وَأَعْمَالِنَا
الجَنَّةُ في الأرْضِ مُمْكِنَةٌ، لَكِنَّهَا تَحْتَاجُ مِنَّا العَزِيمَةَ، العَمَلَ، وَالإصْرَارَ…
فَهَلْ نَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ لِنَخْطُو هذِهِ الخُطْوَةَ؟


