المقالات والسياسه والادب

الحرف يبكي بقلمي هدى عبده

الحرف يبكي

يا أنت…
كُنت أنشودتي حين كانَ الحرفُ يتيماً،
وصرت غربتي في كُلِّ لُغةٍ تُشبهك.
أأنت قافيةٌ تَخذلُ الوزنَ
أم أنت ميزانُ القصائدِ حينَ يَميلُ القلبُ عن حكمته؟
تَركتُ لك الأبوابَ مواربة،
ليدخلَ منك الضوءُ
أو يَخرجَ مني ما تبقّى من حنينٍ لَم يُقال.
أكتمكِ…؟
وكيفَ يُكتمُ الماءُ في كفِّ النّخيل؟
أخفيكِ…؟
وكيفَ يُخفى السِّرُّ إن صارَ لهُ صوتٌ كالرّحيل؟
أنا العابرُ بين احتمالاتك،
كمن يُجرّبُ النّارَ كي يُثبت أنَّهُ لا يخافُ الاحتراقْ.
لكنّي
احترقتُ،
واحترقَ الظنُّ،
واحترفتُ التّجلّي في غيابك كمن يُتقنُ التّشفِّي من الحياة.
هل سَمعتِ ذات مساءٍ
صوتَ الحرفِ حينَ يَبكي؟
إنَّهُ أنا،
أكتبُك كأنّك الوداع،
وأحضنُك كأنّك البداية.
كُنت نارًا
لكن بردًا حينَ صِرنا رمادًا.
كُنت جَوابًا
لكن سُؤالًا حين عجزتُ عن النّطقِ باسمك دون ارتباك.
أيا سِحرًا
خَرجَ من قصيدةٍ قديمة،
وأقامَ في رَحيقِ دَمي،
دعني أُغمضُ المعنى،
وأُبحرُ في عَينيك
كأنّ الغَرقَ خلاص،
وكأنّ النجاةَ لا تَليقُ بي.
إليك أكتب
__”_______”””
د. هدى عبده

قد تكون صورة ‏‏قلب‏ و‏زهرة‏‏

مقالات ذات صلة