أخبارالسياسة والمقالات

انتصرت مصر وفشلت إثيوبيا

بقلم الإعلامي/ يوحنا عزمي

فى كتب الإستراتيجية نجد نصيحه ذهبيه لكل القادة
“عندما تجد عدوك يفشل فلا تقاطعه”
“الإنتصار والهزيمة فى الصراع تحسم بمن حقق هدفه من دخول الصراع” ..
– هدف إثيوبيا طبقا لكلمات حكامها كان ..
أولا : إستكمال بناء سد النهضه فى سبع سنوات.
ثانيا : ملىء بحيره السد فى ثلاث سنوات.
ثالثا : توليد الكهرباء من السد لتحقيق الاكتفاء الذاتى
وتصدير الفائض ليكون ذلك مصدر دخل كبير لاثيوبيا.
رابعا : فرض امر واقع يجبر مصر والسودان على الإعتراف والاقرار بان النيل ملك لاثيوبيا وحدها وان مياه النيل ملك لاثيوبيا وانها سلعه من حق اثيوبيا بيعها مثلما يبيع العرب البترول وما سينتج عن ذلك من ثروات طائله تحقق الرفاهيه للشعب الإثيوبى.
خامسا : اجبار مصر على قصف السد وتدميره فى حاله رفضها الخنوع فى مواجهه اثيوبيا ، وهو ما يعنى تهرب حكام إثيوبيا من تحمل تبعه فسادهم وفشلهم امام شعبهم والأهم ان تلك الحرب ستوقف النهضه المصريه وتستنزف قدرات مصر وتتيح الفرصه لكل اعداء مصر للتدخل ضد مصر لايقاف بناء نهضتها.
– هدف مصر من دخول الصراع ..
اتصور ان القيادة المصريه اتبعت استراتيجية ناجحه جدا فى ادارتها للصراع على خطوات ..
اولا : فى البدايه تجنب الاصطدام العنيف باثيوبيا ومن خلفها لتوفير المزيد من الوقت لاستكمال بناء قوة مصر الشامله حتى تنجح مصر فى بناء قدر من القوه يمكنها من استخدام القوة والعنف لتحقيق اهدافها إذا فرض عليها ذلك.
ثانيا : صنع شبكه تحالفات دوليه تربط مصالح دول وكيانات كبرى بمصلحه مصر واستقرارها لتتمكن مصر من استكمال بناء قوتها بدون معوقات.
ثالثا : ايجاد اتفاقيه دوليه ملزمه تتيح لمصر التدخل القانونى فى عمليه بناء السد وملؤه وتتيح لمصر التدخل بكل الصور بما فيها القوة “وهكذا ولدت اتفاقيه المبادىء عام ٢٠١٥”
ربعا : تدويل القضيه وتحميل العالم المسئوليه وفضح التعنت الإثيوبى امام العالم واثبات الحق المصرى امام العالم لتوفير غطاء سياسى لقرار استخدام القوة والعنف إذا قررت القيادة المصرية اللجوء إليه.
خامسا : ترقب فشل مشروع السد والنتائج الكارثيه على اثيوبيا التى ستنتج عن ذلك واستغلالها للضغط لتوقيع اتفاقية دوليه ملزمه لكل دول حوض النيل تضمن عدم تكرار تلك الازمه وعدم تعرض مصر لذلك الخطر مستقبلا وتفرض على كل دول حوض النيل فلسفه التعاون لصالح الجميع بدلا من فلسفه التنافس والصراع التى حاولت اثيوبيا فرضها
طبقا لقاعدة ان من حقق هدفه من دخول الصراع هو من انتصر اترك لحضراتكم الحكم.
– اساتذتى الأفاضل ..
بفشل اثيوبيا فى استكمال بناء السد وماترتب على ذلك من فشل عمليه الملىء الثانى ، وما نتج عنه من عدم انتاج كهرباء اصبح على حكام اثيوبيا مواجهه شعبهم رغم كم الأكاذيب التى يروجها الإعلام الإثيوبى عن نجاح عمليه الملىء الثاني ، والتى تقوم المعارضه الاثيوبيه بفضحها وفى خلال ايام سيتساءل المواطن الاثيوبى عن الكهرباء والرفاهيه التى وعده النظام بها بعد استكمال عمليه الملىء الثاني التى اكتملت كما يدعى إعلام النظام الإثيوبى
وسينظر المواطن إلى بيته فلا يجد الكهرباء التى وعده النظام بها ، ولا يجد الرفاهيه التى وعده النظام بها ..
وسيجد بدلا من ذلك فاتوره ديون كبيره جدا اهدرها النظام فى بناء السد الفاشل ومطلوب من المواطن الإثيوبى تسديدها وهو ما يعنى مزيدا من الفقر ومزيدا من المعاناة وضياع اصول قوميه اثيوبيه لتسديد تلك الديون، بجانب حرب اهليه طاحنه تفتك بالبلاد وتتسع نيرانها كل يوم وتهدد باحراق دوله اثيوبيا واختفائها من الخريطه السياسيه فى العالم.
اتصور سيكون على حكام اثيوبيا التعامل معه قريبا بعد ان فشلت كل محاولاتهم لاستفزاز مصر لضرب السد لانقاذهم من كل ذلك حيث كانوا سيلقون تبعه ذلك الفشل باكمله على مصر وانها من هدم السد وحرم الشعوب الاثيوبيه من الكهرباء والرفاهيه .
– أدله وبراهين فشل وهزيمه اثيوبيا ..
أولا: السد كان مخطط ان ينتهى العمل به فى خلال سبع سنوات وقد بدا العمل به فعليا عام ٢٠١١ ونتذكر جميعا زيارة الجاسوس مرسى لاثيوبيا عام ٢٠١٣ التى اعلنت تحويل مجرى النيل فور عودة الجاسوس مرسى إلى مصر وهو ما يعنى انتهاء اثيوبيا من بناء السد الركامى لسد المجرى الأساسى للنيل ، وانتهائها من حفر وتجهيز المجرى البديل للنيل ، وهى اعمال استغرقت الفترة من ٢٠١١ إلى ٢٠١٣
ثم الشروع فى بناء السد لحجز المياه وتركيب التوربينات لانتاج الكهرباء ، ولكن مرت إلى الآن احدى عشر سنه ولم تستكمل اثيوبيا بناء السد بعد.
ثانيا: كان مخطط ان تتمكن اثيوبيا من انتاج الكهرباء بنهايه الملىء الثانى ، وانتهى الملىء الثانى فعليا باعلان اثيوبيا نفسها ، ولم ولن تتمكن من إنتاج الكهرباء.
ثالثا: كان هناك لوبى دولى معلن يدعم اثيوبيا ويشجعها بقيادة الصين وروسيا وايطاليا ، ولوبى قوى غير معلن يضم الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل وعدة دول عربيه وخلفهم جميعا الصهيونية.
– الآن بدأت قوى التحالف تتبرأ من اثيوبيا ..
إسرائيل اعلنت رسميا ببيان رسمى من السفارة الإسرائيلية فى القاهرة انها تتبرأ من السد وليس لها اى علاقه به ..
الصين ارسلت وزير خارجيتها إلى مصر للتباحث مع مصر واتصور ان هدف الزيارة التأكيد للقاهره ان الصين لن تضحى بعلاقتها المييزه مع مصر لأى سبب.
روسيا اتصور انها ادركت فشل محاولتها لابتزاز مصر بموقفها الداعم لاثيوبيا وان مصر لن تخضع لاى ضغوط ولن تقبل ان يتم ابتزازها تحت اى مبرر.
ايطاليا قفزت مبكرا من المركب الاثيوبى وقامت شركاتها بفضح عيوب التصميم وكوارث التنفيذ التى تهدد بانهيار السد.
الدول العربية ممثله فى الجامعه العربية اعلنت دعمها الواضح والصريح لحقوق مصر وموقفها.
الدولة المصرية وجدت اثيوبيا تفشل فلم تقاطعها وتركتها تكمل فشلها ولم تستجيب لكل محاولات النظام الاثيوبى لجر مصر للتدخل عسكريا ليتهرب ذلك النظام من مواجهه تبعات فشله امام شعبه.
فشل اثيوبيا جزء منه نتاج فساد النظام الحاكم فى اثيوبيا
ونتاج ضعف اثيوبيا ، ونتاج توريط دول مثل الصين لاثيوبيا لتزداد ديونها وتعجز عن سدادها لتتمكن الصين من الاستيلاء على اصول سياديه اثيوبيه مقابل ديونها “الصين تسعى لامتلاك ملايين الافدنه فى اثيوبيا لزراعتها والاستفادة من انتاجها ، امتلاك الصين يعنى ملكيه كامله لتلك الأراضى وانتهاء سيادة اثيوبيا عليها وفرض الصين لسيادتها الكاملة على تلك الاراضى ، فلن تستفيد اثيوبيا اى شىء من إنتاج تلك الاراضى بعد امتلاك الصين لها وقوة الجيش الصينى وقوة الصين تضمن ذلك “
ويظل جزء كبير من الفشل الإثيوبى نتاج إنتصار المخطط المصرى فى إدارة الصراع ، فقيام مصر باستعادة قوتها
وقيام مصر باقناع اثيوبيا بتوقيع اتفاقيه المبادىء فى ٢٠١٥ قلب الموقف باكمله.
فقبل تلك الاتفاقية لم يكن هناك اى شىء يجبر اثيوبيا على الجلوس مع مصر ومناقشة سد النهضه ، ولو اعترضت مصر على السد الاثيوبى سيكون الموقف المصرى تعنت وتشدد من مصر وتدخل منها فى شأن داخلى اثيوبي ليس من حقها مناقشته ، ولو حاولت مصر دعوة اى اطراف دوليه للتدخل سيرفض العالم باكمله ذلك.
ولو هددت مصر باستخدام القوة سيرفض العالم باكمله الموقف المصرى ، وسيكون من حق اثيوبيا التوجه لمجلس الأمن واتهام مصر بانها تهدده وسينحاز مجلس الأمن والأمم المتحدة لاثيوبيا ويتعاملون مع مصر باعتبارها دوله تهدد الأمن العالمى.
ولو قامت مصر بمهاجمه اثيوبيا سينحاز العالم لاثيوبيا ويدعمها فى مواجهه مصر وتصدر قرارات من مجلس الأمن والأمم المتحدة بادانه مصر وتفتح الباب لتوقيع عقوبات على مصر يمكن ان تصل لحد استخدام القوة العسكريه ضد مصر
توقيع اتفاقيه المبادىء قلب الموقف باكمله.
فقد اعترفت مصر والسودان بحق اثيوبيا فى بناء السد ولم تكن اثيوبيا بحاجه لذلك الاعتراف فالسد تبنيه دوله اثيوبيا على ارضها ولا يوجد اى اتفاقيه تجبرها على اخذ راى مصر او مناقشه السد معها.
فهو اعتراف أرضى غرور حكام اثيوبيا ولكن فى مقابله وقع حكام اثيوبيا اتفاقيه دوليه ملزمه لهم قانونا اقروا فيها بالا ينتج عن بناء السد اى اضرار بمصر والسودان وحصتهما وحقوقهما فى مياه النيل، وإلا تتخذ اثيوبيا اى اجراء من جانب واحد فى موضوع السد.
واقسم ابى احمد على الهواء بعدم الاضرار بمصر وعاد إلى بلده مختالا فخورا متصورا انه تمكن من خداع مصر وحصل منها على اعتراف بحق اثيوبيا فى بناء السد.
وفوجىء ان مصر تطالبه بالالتزام بكل بنود الإتفاقية
وتطالبه بالرسوم الهندسيه للسد ، وتطالبه بشهادات من جهات دوليه ان السد آمن ولن ينهار ، وتطالبه بأن يتم ملىء السد على سنوات طويله ، وتطالبه بالاتفاق معها على برنامج زمنى اطول يخفض كمية المياه المخزنه فى سنوات قله الفيضان
وتطالبه بزيادة المنصرف من بحيره السد فى سنوات قلة الأمطار حتى لا تتأثر حصه مصر والسودان بسبب قلة الأمطار ، وفوجىء حكام اثيوبيا بانهم طبقا للقانون الدولى ملزمين بتنفيذ كل طلبات مصر ورفضوا وتحايلوا وفوجئوا بأن مصر توجهت للإتحاد الافريقى ونقلت القضيه إليه
ثم توجهت للولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولى ونقلت القضيه إليهم.
ثم توجهت لمجلس الأمن الدولى ونقلت القضيه إليه
وكلها جهات اخذت قرارات واصدرت توصيات فى موضوع السد ، وبذلك خرج الموقف من يد اثيوبيا ، واصبح السد الذى كان شأن داخلى اثيوبى ليس من حق اى دوله او جهه مناقشته او التدخل فيه.
اصبح هذا السد بفضل جهود مصر قضيه دوليه تهدد أمن واستقرار المنطقه والعالم ، ولم يعد القرار فيه بيد اثيوبيا وحدها، واصبح من حق مصر إتخاذ كل ما تراه لمنع الإضرار بها طبقا لاتفاقيه المبادىء التى وقعها حكام اثيوبيا بارادتهم
واصبح استخدام مصر للقوة العسكريه لمنع الاضرار بها حقا قانونيا لمصر ويتوقف تنفيذه على إرادة القيادة المصريه واصبحت اثيوبيا تنتظر القرار المصرى لتكون مجرد رد فعل عليه ، وهو قمه الانتصار لمصر.
واتصور انه فى اللحظه التى يتوقف فيها فشل اثيوبيا إذا حدث ، وفى اللحظه التى تبدأ فيها اثيوبيا التوقف عن الفشل وتحقيق النجاح سيكون التدخل المصرى لإعادة اثيوبيا إلى الفشل.
لكن اتصور ان الفشل الإثيوبى سيستمر ويتصاعد ولن تحتاج مصر للتدخل بصورة مباشره ، فالحرب الأهلية فى اثيوبيا تزداد اشتعالا كل يوم بانضمام عرقيات جديدة لها وهو ما يهدد بانهيار دوله إثيوبيا.
كانت الحرب الأهلية فى إقليم تيجراى تدور بين جيش الإقليم والجيش الإثيوبى يدعمه جيش دوله اريتريا التى كانت فى السابق جزء من دوله اثيوبيا واستقلت عنها بعد حرب أهلية طاحنه استمرت سنوات.
أمس انضم جيش الأورومو للقتال ضد التيجراى
والأورومو اغلبهم من يهود الفلاشا وهم القوميه التى تحكم اثيوبيا وبيدهم كل السلطه.
وقد اقنعتهم الصهيونية بأنهم من نسل سيدنا سليمان وأنهم إسرائيليين وليس لهم علاقه بالقوميات الإثيوبية التى يعيشون بينها.
ومكنتهم الصهيونيه من الاستيلاء على السلطه فى اثيوبيا
واقنعتهم ان عليهم ان يعملوا لصالح إسرائيل وتحقيق اهدافها ومنها صنع المشاكل لمصر لايقاف نهضتها التى تبنيها
وكان بناء سد النهضه فى ذلك الاطار.
فشل اثيوبيا فى تنفيذ الملىء الثانى يعنى توفير المزيد من الوقت لمصر لتستكمل بناء نهضتها فى هدوء ، وتستكمل بناء عناصر قوتها الشامله فى هدوء وبدون ضغط.
فلن يحدث اى اضرار بمصر لمدة عام كامل حتى موعد الفيضان القادم ، لو استمر وجود دوله إثيوبيا ونجحت فى ايقاف فشلها ، ونجحت فى استكمال بناء السد
ونجحت فى تنفيذ الملىء الثانى العام القادم
ونتج عنه الاضرار بحصه مصر من مياه النيل عندها فقط نستعد لصدور البيان رقم واحد من القيادة العامه للقوات المسلحه المصريه.
فلنترك إثيوبيا تكمل فشلها بدون مقاطعه .
الرئيس قال “بطلوا هرى” ياريت نسمع كلامه
ولنحتفل بانتصار مصر وهزيمه إثيوبيا فى المرحله الأولى من الصراع ..

ولننتظر الانتظار المصرى الحاسم بتوقيع اثيوبيا وكل دول حوض النيل على اتفاقيات دولية ملزمه ان النيل ملك لكل دول حوض النيل واولهم مصر باعتبارها دوله المصب

وانه ليس من حق اى دوله ان تنفذ اى تصرف يؤثر على السريان الطبيعى لنهر النيل الا بعد الحصول على موافقه كل الدول التى تأتى بعدها فى ترتيب مرور النيل بها واولهم مصر باعتبارها دوله المصب ، وهذا هو الهدف الإستراتيجى الذى تخوض مصر الصراع لتحقيقه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى