المقالات والسياسه والادب

برْزَخ البقاء بقلم  محمد بايزيد

برْزَخ البقاء
هل جرّبت أن تستيقظ دون أن تفتح عينيك؟
أن تشعر بروحك تطفو، بينما جسدك مسمّرٌ في مكانه؟
بارد، ساكن، كأنه لم يعُد لك.

تشعر بأنك هناك… ولست هناك.
أنفاسك ليست لك. يدك لا تستجيب.
ترتفع… ببطء، بصمت، كأنك تُنتَزع من الأرض.

تنظر من علٍ، فترى كل شيء:
أشخاص يتحرّكون حولك، وجوه مألوفة، صراخ، دموع…
لكن لا أحد يراك.

تريد أن تصرخ… فتصمت.
أن تتحرك… فتُشل.
تراقب فقط.

وفجأة، يقترب شخص…
أقرب الناس إليك.
تمدّ يدك، تتوسّل بنظرك…
لكنه يبتعد، كأنك شبح لا يُرى،
كأنك لم تكُن.

تسمع همسات مشوّهة، بكاء مكتوم،
ثم… كل شيء يبدأ بالاختفاء.
الأصوات تتلاشى، الوجوه تذوب،
ولا يبقى إلا أنت… في عتمة باردة، خانقة.

تحاول أن تتشبّث، أن تتذكّر،
لكن ذاكرتك تخونك.
تُسجن وحدك في مكانٍ بلا أبواب.

ثم…
يدٌ غريبة تلامس جبينك،
قبلة لا تحمل حبًا، بل وداعًا.
وصوت يهمس: “ودّعوه… لقد طال غيابه.”

تريد أن تصرخ: “أنا هنا!”
لكن صوتك مقيّد في عمقٍ لا يُطال.

وهناك… تدرك الحقيقة:
ما تعيشه ليس حلمًا، ولا كابوسًا،
إنه الغيبوبة…
ذلك البرزخ المرعب بين عالمين.
حيث تُدفن حيًّا في جسدك.



لكن، في عمق هذا السكون،
وفي لحظةٍ لا ملامح لها…
يحدث شيء.

اهتزازٌ طفيف في إصبعك،
رعشةٌ في رمشك الأيسر،
أو ربما… مجرّد وهم.

لا أحد يلاحظ.
ولا أنت متأكد…
هل هو أمل؟
أم فقط… بداية النهاية؟

مقالات ذات صلة