المقالات والسياسه والادب

سهدُ العابرين بقلمي هدى عبده

 

 

صبرا أيها الليل…

ما عدت تغويني بوعد السكون،

ولا يغسلني مطر الحنين كما كان،

فقد ذبل الحرف في صدري،

وانطفأت مصابيح القصيد على نوافذ الكلام…

كنت أؤمن أن في اللغة نجاةً،

وفي الأبجدية مأوى لوجعي،

لكن الصدى أرهق الحروف

حتى صارت تئن من فرط الغياب،

وتستغيث من بردِ الانتظار…

كتبتها ذات مساء،

وكانت تنظر إلي بعيني قمرٍ تائهٍ،

تخشى انطفاءهُ الرياحُ،

فأُسرجُ له قلبي ليضيء طريقه،

ثم أفيق على رماد حلم

لم يحتمل الشعلة في آخر الرمق…

كم مرت مواسم الوجد عليَّ

تزهر ثم تذبل كغصن ناحل،

تعب من طقس الهجر

ومن خيانة النسيم الذي لا يجيء…

يا ليل،

أنت شاهد قلبي حين خانته الأيام،

وشاهد شعري حين أغلق الحنين بابه،

وشاهد دمعي حين جف على المآقي

فصار ندبة في وجه القصيدة…

أما أنا…

فما عدت أقوى على حمل هذا البوح،

ولا أُجيدُ إلا الصمت

حين يفيض الكلام بي وجعا،

كأني أودع كل ما كان يشبهني

في سطرٍ أخيرٍ،

ينحني على وجعي،

ويهمس…

يا قلب،

كفى ركضا خلف السراب،

دع للأقدار عبء الطريق،

فكل ما أحببناهُ

مر من بين أناملنا

كالضوء…

حين يرحل إلى الله…

ولا يعود.

إليه أكتب🖋

____________

د. هدى عبده 🖊

 

مقالات ذات صلة