المقالات والسياسه والادب

سيبها تموت محاولة ترميم العلاقة مش دايمًا حل ولو كانت هتنفع ما كانتش انتهت

سيبها تموت محاولة ترميم العلاقة مش دايمًا حل ولو كانت هتنفع ما كانتش انتهت

كتبت /د/ شيماء صبحي 

فيه فكرة منتشرة إن لو العلاقة انتهت يبقى لازم نرجع نصلحها، نبحث عن سبب ونحاول نتفاهم ونرجع تاني أحسن من الأول. الكلام ده ورغم نواياه كويسة، لكنه مش دايمًا صح. في بعض العلاقات، المحاولة للتشبث أو الترميم بتخليك تقبيل ألم قديم وتكرار نفس الدورة اللي جرحتك. أوقات كتير أفضل حل هو إنك تسمح لها تموت وتسمح لنفسك تمشي.

 

 ليه في حالات لازم نسيب الحاجة تموت، إزاي نعمل ده بوعي، وإزاي نعيد بناء نفسنا بعد الموت ده.

 

ليه نسيب العلاقة تموت؟ الحقائق البسيطة

 

لو الطرفين مخلصوش في التغيير أو مش حابين يتحملوا مسؤولية، الترميم هيبقى كلام على الفاضي.

 

لو كان فيه استغلال عاطفي، تحكم، عنف لفظي أو جسدي — العلاقة اللي بتجرح مش هتبقى “صحيحة” حتى لو اتصقلت.

 

في ناس بنت habituated على دور الضحية أو السام، وبترجع تاني وتاني لنفس الشخص — دا مش حب، دا نمط.

 

ساعات الود اللي بيبقى سبب الانفصال مش مجرد سوء تفاهم بس، ده اختلاف في القيم أو أهداف الحياة — والاختلاف ده ممكن يكون قاتل للعلاقة.

 

الفرق بين الحزن الصحي والتعلق المرضي

 

الحزن الصحي: بتحس بفقدان، بتيجي أيام كويسة وأيام صعبة، لكن بتقدر تمشي قدام وتعرف إنك هتتعافى.

 

التعلق المرضي: بتقضي وقتك بتدور على إشارات ترجع، بتراقب حسابه، بتكتب رسائل ما تبعثهاش، بتحس إن حياتك اتدمرت ومفيش بديل.

 

لو لقيت نفسك في النوع التاني، دي إشارة إنك بتحاول تمسك بحاجة لازم تموت.

 

خطوات عملية عشان تسيبها تموت وتتعافى بكرامة

 

اعترف بالواقع: اعترف إن العلاقة انتهت فعلاً — مش “مؤقت” أو “خطأ” — ده قرار حاسم بيريحك أكتر.

 

ابعد المساحات المشتركة فورًا: لو ممكن، سيب التواصل. الامتناع عن الردود، إلغاء المتابعة، حذف أرقام مؤقت — مش انتقام، دي حماية.

 

حدود لنفسك: محدد وقت للحداد — اسبوعين، شهر، ٦ شهور — وقل لنفسك إن بعد المدة دي هتحط قواعد جديدة لحياتك.

 

اكتب مشاعرك: الكتابة بتفرغ الطاقة وتوضح الأفكار. اكتب ليه انتهت، اكتب اللي اتعلمته، واكتب اللي مش عايز ترجعه تاني.

 

دور على دعم حقيقي: صحابك، أهلِك، أو متخصص لو الألم كبير. المشاركة بتخفف العبء وتديك منظور تاني.

 

اشغل نفسك بحاجة تبنيك: هواية جديدة، رياضة، شغل، أو حتى سفر صغير — المهم تعمل حاجة بتكبرك.

 

راجع حدودك ومعتقداتك عن الحب: الحب مش تبرير للتضحية المستمرة ولا لتجاهل الاحترام. حدد قيمتك.

 

أمثلة واقعية بسيطة

 

أحمد وكانة: رجعوا 3 مرات لأن كل واحد فيهم كان بيحاول “يصلح” التاني، وبقوا في دورة تعذيب نفسية. لما واحد قرر يسيب، التاني اضطر يواجه فشله في التغيير — النهاية كانت حرية للطرفين.

 

سارة وحسن: حسن كان بيهمل ومسؤولياته، وسارة دايمًا بتغطي على غيابه. لما خلصت العلاقة سارة اكتشفت قوتها، وبدأت حياة أحسن بسنين. لو فضلت تحاول ترجع هتفضل في نفس المعاناة.

 

تحليل نفسي مبسّط — ليه بنتمسك باللي انتهى؟

 

الخوف من الخسارة: دماغنا بتكره الفراغ. لو حصل انفصال، الدماغ يخلق سيناريوهات “لو ترجع هتبقى أحسن” عشان يملأ الفراغ.

 

الهوية المرتبطة بالعلاقة: كتير من الناس بيربطوا نفسهم بالشريك — لما العلاقة تنهار بتحس إنك ضعت.

 

الخوف من البدء من جديد: التغيير بيخوف. الرجوع مُريح لأنه معروف، حتى لو كان مؤلم.

 

الاعتماد العاطفي: كيماويات المخ (دوبامين، أوكسايتوسين) بتخلي الجسم مدمن على المشاعر المشتركة، وافتقادها يسبب أعراض انسحاب.

 

إمتى ممكن المحاولة تبقى مقبولة؟

 

مش كل المحاولات غلط — في شوية شروط تخلي الترميم يستاهل المحاولة:

 

الطرفين مقتنعين فعلاً بالتغيير ومظهرين خطوات عملية، مش بس كلام.

 

مفيش عنف أو استغلال — الاحترام لازم موجود.

 

فيه وضوح في الأسباب الحقيقية للانفصال وخطة واضحة لتجنبها مستقبلًا.

 

الطرفين عندهم حدود جديدة ومتفهمين دور كل واحد في استمرار العلاقة.

 

لو الشرط ده مش موجود — سيبها تموت.

 

عبارات تقدر تقولها لنفسك لما تحس بالندم

 

“مش كل حاجة بتنقرض معناها إنها كانت غلط. بس معناها خلاص جت وقتها.”

 

“الوجود في الماضي مش حيخلّي الحاضر أفضل.”

 

“أنا أستحق علاقة تبنيني مش تهرّب مني.”

 

خاتمة صغيرة — حرمة الموت أحيانًا حياة

 

مش كل نهاية لازم تتحول لمعركة. السماح لشيء إنه يموت، أحيانًا بيكون أعظم هدية لنفسك: هدية الهدوء، الصفاء، وبداية

جديدة. خلّي موت العلاقة يكون مكان لتولد نسخة أحسن منك، مش مجرد حلقة ألم متكررة.

مقالات ذات صلة