المقالات والسياسه والادب

لما يهتم بيها قلبها بيفتح تاني

 

كتبت/د/شيماء صبحي 

الست مهما كانت قوية أو مستقلة، بتفضل جواها طفلة صغيرة بتحب تتدلل وقت التعب. وقت ما تقع في السرير من برد بسيط أو صداع أو حتى إرهاق من الشغل والبيت، بتبقى محتاجة حاجة واحدة بس: الاهتمام الحقيقي. مش أدوية ولا شوربة سخنة بس، لا.. محتاجة إحساس إن في حد شايفها، حاسس بيها، مهتم بيها مش من باب الواجب، لكن من باب الحب.

 

الزوج الذكي بيفهم إن لحظة مرض مراته دي فرصة مش نقمة. فرصة يقرب، يرمم اللي اتكسر، ويقول من غير كلام: “أنا جنبك”. لما يدخل عليها بكوباية يانسون أو شاي بالنعناع، ويقولها كلمة بسيطة زي: “نامي وارتاحي، أنا هظبط كل حاجة”، الكلمة دي بتسوى عندها ألف اعتذار عن مواقف قديمة.

 

الست لما بتتعب، بتحتاج تحس إنها مش لوحدها في الدنيا، إن في ضهرها راجل حنين، بيخاف عليها وبيسألها كل شوية: “خفيتي؟”، “خدتِ دواك؟”، “أعملك شوربة؟”.

الحنان في الوقت ده مش رفاهية، دي لغة حب. الست مش بتنسى الموقف ده طول عمرها، لأنه بيوصلها إنك بتحبها بصدق، مش وقت المزاج ولا في الأوقات الحلوة بس، لكن حتى في الوجع والتعب.

 

التحليل النفسي:

الاهتمام وقت المرض عند الست بيحفّز عندها مشاعر الأمان والانتماء. الست بطبيعتها عاطفية، والمخ عندها بيربط بين “الاهتمام والرعاية” و”الأمان والحب”. يعني لما الزوج يطمن عليها ويقدم رعاية بسيطة، عقلها الباطن بيفهم إنه لسه بيحبها، ولسه شايف قيمتها.

كمان اللحظة دي بتفتح قناة اتصال جديدة بعد أي خلاف، لأن الألم بيكسر الحواجز اللي بين الاتنين، وبيخلي القلب جاهز يستقبل الحنية.

وفي نفس الوقت، الزوج اللي يتجاهل مرض مراته أو يتعامل معاه ببرود، بيفقد من رصيده عندها كتير، وبتبدأ تبني جواها جدار من الوجع الصامت.

 

الخلاصة:

كلمة طيبة، حضن بسيط، كوباية دافية.. ممكن يكونوا أقوى علاج للعلاقة من أي نقاش طويل أو اعتذار رسمي.

الست بتنسى الزعل لما تلاقي اللي بيحبها بجد بيخاف عليها، لأن الاهتمام في الوجع مش بس بيشفي الجسد، ده كمان بيش في القلب والروح.

مقالات ذات صلة