القسم الديني

نساء فاقت عقولهن بعض الرجال أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنها

نساء فاقت عقولهن بعض الرجال

أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنها

بقلم د/ محمد بركات

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:

اعلان

 

تتوقف طويلاً ، ويتوقف التاريخ بصفحاته الطويلة حول شخصيات نسائية كن لهن عظيم الأثر في الحياة الإسلامية ووجوه مشرفة كن من أعظم النساء قدرا ومكانة عبر العصور

 

اعلان

امرأة عظيمة القدر والمقدار لها الوصف الذي يليق بها كامرأة من بين النساء .

إنها أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنها وعن أصحاب النبي ﷺ.

 

أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب، صحابية، وابنة عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبنت حمزة بن عبد المطلب، وأمها سلمى بنت عميس، وهي التي اختصم فيها علي وجعفر وزيد.

 

أما عن نسبها:

فأبيها: حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.

[الطبقات الكبير، لابن سعد، جـ10/ص 152، ترجمة: أُمَامَة بنت حمزة بن عبد المطّلب بن هاشم بن عَبْد مَنَاف بن قُصَيّ]

وأمها سَلْمَى بنت عُمَيْس الخَثعمية.

[الإصابة، جـ8/ص 22]

 

وسيرتها تشرف كل امرأة تحب أن تكون مثلها

فقد اختلف في اسمها، فسماها اْبْنُ الكَلْبِيِّ أُمامة، وسماها الواقدي عمارة، وحكى ابْنُ السَّكَنِ أنه قيل: إن اسمها فاطمة

،[ الإصابة، جـ8/ص 41]

 

، ويُقال إن اسمها أمة الله، قال ابن حجر العسقلاني: «أَمَة الله بنت حمزة بن عبد المطلب، تكنى أم الفَضْل. قيل: هي أمامة الماضية – يعني: أمامة بنت حمزة بن عبدالمطلب -. وقيل أختها؛ فإن كانت غيرها فلعلها ماتت صغيرة، فإني لم أَجد لها ذِكْرًا في كتاب النسب، فذكرتها في هذا القسم.».

[الإصابة، جـ8/ص 488]

 

وقال ابن حجر العسقلاني رحمه الله أيضًا:

«أم ورقة بنت حمزة بن عبد المطَّلب. ذكرها أَبُو مُوسَى، عن المُسْتَغْفِرِيِّ: ونقل عن ابْن حِبَّانَ أنه اختلف في اسمها، فقيل أمامة، وقيل غير ذلك. ولم يذكر من كناها أم ورقة.».

[ الوافي بالوفيات، للصفدي، جـ9، صـ217]

 

وقال البلاذري: «وبعضهم زعم أن اسمها أمة الله وبعضهم يقول أم أبيها وقال بعضهم عمارة والثبت أمامة…».

[ الطبقات الكبير، جـ3/ص 7]

 

ذكر ابن سعد من أبناء حمزة: أمامة،

[كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة، جـ2، صـ10. نقحها وعلق عليها: د محمد التونجي، الأستاذ بجامعة حلب الناشر: دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع – الرياض الطبعة: الأولى، 1403 هـ – 1983 م]

 

ذكر التِّلمساني أن لحمزة بنتين وهما أم أبيها واسمها أمامة وأم الفضل

،[التبيين، صـ122 إلى صـ124]

 

وذكر ابن قدامة المقدسي أن لحمزة ثلاث بنات وهم أمامة وفاطمة وأم الفضل.

 

، وجاء أنه كان لحمزة أبناء وبنات عاشوا بعده، وسمي لنا منهم عمارة ويعلى وأمة الله وأمامة.

[ معالي الرتب لمن جمع بين شرفي الصحبة و النسب – صفحة 455.]

 

وجاء مصادر أخرى أن لحمزة بنتين وهما أمامة وفاطمة وأن لهما صحبة.

[تمام الآلاء في سيرة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، صـ16. “] [ كتاب الدرة اللطيفة في الأنساب الشريفة، صـ62] [ تاريخ الإسلام – الذهبي – ج ٥ – الصفحة ٤٠٩] .

 

وقال عبد الواحد المظفر بعد أن استعرض أقوال المؤرخين في أبناء حمزة: «وعلى هذه الأقوال كلها ينتج أن لحمزة ولدان هما عمارة ويعلى وبنتان: أمامة وهي المكناة بأم أبيها، وفاطمة، وترجم لها في الإصابة وقال: تكنى أم الفضل، وذكر حديث الفواطم وقال: الرابعة زوجة عقيل.».

[ الإصابة، لابن حجر، جـ8/ص 242]

 

وقال أَبُو جَعْفَرِ بْنُ حَبِيب في كتابه “المُحَبَّرِ”: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عمرة القضية أخذ معه أُمامة بنت حمزة بن عبد المطلب، فلما قدمت أمامة المذكورة طفقت تسأل عن قبر أبيها، فبلغ ذلك حسان بن ثابت فقال:

 

تُسَائِلُ عَن قَرْمٍ هِجَانٍ سَمَيْدَعٍ

لَدَى البَأْسِ مِغْوارِ الصَّباحِ جَسُـور

 

فَقُلْتُ لَهَا: إنَّ الشَّهَادَةَ رَاحَـةٌ

ى وَرِضْوَانُ رَبٍّ يَا أُمَامُ غَـفـُــــــــور

 

دَعَاهُ إِلَهُ الخَلْقِ ذُو العَرْشِ دَعْوةً

إِلَى جَنَّةٍ فِيهَا رِضـًا وَسُــــــــــرورِ

[ أسد الغابة، جـ7/ص 196]

 

، روى سعيد بن المُسَيَّب قال: قال عليّ لرسول الله: ألا تزوج ابنة عمّك حمزة فإنّها، قال سفيان أجمل، وقال إسماعيل أحسن فتاة في قريش؟ فقال: «يا عليّ أما علمت أنّ حمزة أخي من الرضاعة وأنّ الله حرّم من الرضاعة ما حرّم من النسب؟».

[المستدرك – الحاكم النيسابوري – ج ٤]

 

وقد تزوجت أمامة رضي الله عنها من سلمة بن أبي سلمة

[كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية – ذكر بعض مناقب حمزة]

 

، وروى ابن إسحاق عن عبد الله بن شداد قال: كان الذي زوَّج أم سلمة من النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم سلمة بن أبي سلمة ابنها فزوّجه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أُمامة بنت حمزة ـــ وهما صبيّان صغِيران ـــ فلم يجتمعا حتى ماتا؛ فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «هل جزيت سلمة!». وقال ابن الكلبيّ: يقال مات سلمة قبل أن يجتمع بأُمامة.

 

وأخرج ابْنُ مَنْدَه، من طريق عبد الله بن المبارك، عن جرير بن حازم، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب وأبي فزارة جميعًا، عن عبد الله بن شداد؛ قال: كانت بنت حمزة أختي من أمي، وكانت أمنا سلمى بنت عُميس.

 

وروى الواقدي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: إنّ عمارة بنت حمزة بن عبد المطّلب وأمّها سَلْمَى بنت عُمَيْس كانت بمكّة، فلمّا قدم رسول الله كلّم عليّ النبي فقال: علام تترك ابنة عمّنا يتيمة بين ظهري المشركين.؟ فلم ينهه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عن إخراجها فخرج بها، فتكلّم زيد بن حارثة، وكان وصيّ حمزة وكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم آخى بينهما حين آخى بين المهاجرين.

، فقال: «أنا أحقّ بها ابنة أخي»، فلمّا سمع بذلك جعفر بن أبي طالب قال: «الخالة والدة وأنا أحقّ بها لمكان خالتها عندي أسماء بنت عميس»، فقال عليّ: «ألا أراكم تختصمون في ابنة عمّي وأنا أخرجتها من بين أظهر المشركين وليس لكم إليها نسب دوني وأنا أحقّ بها منكم»، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا أحكم بينكم، أمّا أنت يا زيد فمولى الله ومولى رسوله، وأمّا أنت يا عليّ فأخي وصاحبي، وأمّا أنت يا جعفر فشبيه خَلقي وخُلقي، وأنت يا جعفر أولى بها تحتك خالتها ولا تنكح المرأة على خالتها ولا على عمّتها»، فقضى بها لجعفر، وقال محمد بن عمر: فقام جعفر فحجل حول رسول الله، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «ما هذا يا جعفر؟» فقال: «يا رسول الله كان النجاشيّ إذا أرضى أحدًا قام فحجل حوله»، فقيل للنبيّ: «تزوّجها»، فقال: «ابنة أخي من الرضاعة»، فزوّجها رسول الله سلمة بن أبي سلمة، فكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «هل جزيت سلمة؟»، لأن سلمة هو الذي زوج أمه أم سلمة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

 

وقال الخطيب أبو بكر: «انفرد الواقدي بتسمية عمارة في هذا الحديث، وسماها غيره أمامة، وذكر غير واحد من العلماء أن حمزة كان له ابن اسمه عمارة، وهو الصواب».

 

وروى الحاكم النيسابوري بأن أمامة بنت حمزة عاشت بعد رسول الله وروت عنه.

 

وقال الزُّبَيْرُ رضي الله عنهما: «لم يعقب حمزة إلّا مِنْ يعلى».

 

رضي الله عن أمامة بنت حمزة بن عبد المطلبوعن آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأحبابه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى