المقالات والسياسه والادب
حديث الحياة وصولا للموت
بقلم حمدى بهاء الدين
طالما الحديث عن الموت لا يكون معه إلا الحياة مع رفضها ، كلما تحدثت عن الموت تأكدت أسباب الحياة وابتعدت تماما عن الموت وكأنها متلازمة عكسية ، الحديث عكس الواقع والرغبة عكس ما يتم حتى سئمت من طلب الموت وسئمت من النقد والنصح والإرشاد والتوجيه بحرمة تمني الموت ومن ثم وجدت نفسى مدفوعا نحو الكتابة عن الحياة والرغبة فيها والتمسك بها وذكر مباهجها لعل فى ذلك سبيل للعناد من القدر بقرب الأجل ودنو الموت طالما الأمنيات يتحقق عكسها والأمور تسير عكس ما نريد والغايات تتحقق بعكس ما نرغب
مع التسليم أن الموت مكتوب ومحدد بالزمن والطريقة والوسيلة ومقدر فى اللوح المحفوظ ومع التسليم أن الموت هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة التى لا جدل فيها
ومع التسليم أن الموت هو أكثر الفاجعات ألما وتحطيما للنفس وكسرا للإرادة واضعافا للروح إلا أن الموت عندى أمنية وغاية ورغبة ملحة لأنه أقل ألما وأكثر راحة من حياة أموت فيها فى اليوم والليلة ألف مرة ، أرحم من حالة اليأس والألم والضياع التى تسيطر على مجريات حياتي ، أرحم من التخلي والشعور بالرفض ممن حولى ونظرة الكره التي ألمحها فى مقلة من أحب ، أرحم من السقوط فى بئر مظلم لا قاع له ولا نهاية له من التشفي ، أرحم من الطعنات التى تصيب روحى بين الفينة والفينة من المسافة صفر ، أرحم من بتر الأمل ، أرحم من أن أشعر أني بلا قيمة بلا فائدة بلا كرامة ربما يكون فى الموت نهاية لتلك المعاناة التى لا تطاق والخيبة التى لا تحتمل ومن هنا كان حديث الحياة لعل الموت يعاند ويأتي مسرعا ليضع حدا لتلك المعاناة
# بقلم حمدى بهاء الدين
