فضاء و تكنولوجيا

(١٤) الطفيليات الإجتماعية

بقلم حمدى بهاء الدين

 

قبل البدء فى سرد الفكرة والوصول للمعني الذى أقصده يجب أن اعرف معنى الكلمة الأولي من المقال وهو الطفيل ويقصد به الكائن الحى الذى يعيش على كائن حي اخر أو بداخله يسمى ،، المضيف ،، ويستفيد منه بالحصول على المغذيات منه ، واكبر الطفيليات ضارة وتعيش بلا جهد منها وتستنفذ طاقة وصحة وغذاء الكائن المضيف دون أن يستفيد منها المضيف بل يلحق به أبلغ الضرر ولا يختلف هذا الطفيل الذى يفرض نفسه على الجسم المضيف عن الطفيل الإجتماعي الذى يفرض نفسه فى العلاقات الإجتماعية التى لا تخصه وعلى الأشخاص التى ينتمي إليها ولا تربطه به رابطة أو أن الرابطة ضعيفة وليست بالقرب والمتانة التى تسمح له أن يحل على المضيف ضيفا مؤقتا أو دائما وكم مر فى حياتنا مثل هذا الطفيل الذى يعيش عالة علينا يمتص دمنا ويتغذى على قوتنا ويضعف إرادتنا ويكبر ويثمن ويتكاثر سواء دخل حياتنا قدرا أو بالصدفة أو بالخطأ أو أننا سمحنا له بالضيافة والدخول فى حياتنا بحسن نية منا أو كان مفروض علينا أو فى نزوة أو إحسانا منا عليه

والطفيل فى العلاقات الإجتماعية يدخل حياتنا منفردا ضعيفا مستكينا ثم يتكاثر ويتكاثر حتى يتمكن ويتحول من كونه مجرد ضيف إلى صاحب حق وبدلا أن يطلب على استحياء يطلب بوقاحة إلى حد اللوم والتوبيخ والإتهام بالتقصير وبدلا أن يشعر بالخجل لأنه عالة علينا يمتص دمنا ويتغذى على قوتنا ويضعف إرادتنا ويكبر ويثمن ويتكاثر نجده ينكر كل شىء وعندما ينتهي منا ونصبح بلا منفعة يرحل عنا وينكرنا إلى علاقة أخرى توفر له غايته وتحقق له ما يريد

ومن هنا وجب علينا أن نتخلص من كل الطفيليات الإجتماعية التى تدخل حياتنا ولا نجعلها تتمكن منا ولا نجعلها تتحكم فى تصرفاتنا سواء ببتر تلك العلاقة أو تقزيمها حتى لا يأتي يوم نندم فيه على الاستضافة والسماح لها بشغل مساحة من حياتنا واهتمامنا وعطائنا لأنها فى النهاية مجرد طفيليات لا تصون عشرة ولا تحفظ ود ولا تقر بتضحية ولا تعترف بمعروف

# بقلم حمدى بهاء الدين

مقالات ذات صلة