المقالات والسياسه والادب

بين الحلم بين بنت بدور على نفسها

بين الحلم والتوهة بنت بدور على نفسها

كتبت/د/شيماء صبحى 

من واقع الحياه 

أنا بنت عندي ١٩ سنة، من بيت مفكك، أمي اتجوزت ٦ مرات، وكل مرة كانت بتبدأ بداية جديدة وبتمشي، وسايبانا نكمل لوحدنا في دوامة اسمها “الحياة”.

عيلتنا مش عيلة بالمعنى الحقيقي. إحنا شتات أرواح متكسّرة… مافيش حضن بيتلم، مافيش راجل اتثبت، مافيش أم شافت نفسها غير في الهروب.

وأنا؟

أنا طلعت من وسط دا كله تايهة، مش لاقية نفسي.

خدت الثانوية بالعافية، مش لأنني غبية، بس لأن التركيز كان آخر همّي وسط دوشة الحياة. بحب أكمّل تعليمي، بس في نفس الوقت قلبي مشغول بشاب من سنة… طيب؟ آه. بيحبني؟ يمكن.

بس الفلوس قليلة، والمستقبل ضبابي.

وعقلي بيقولي: “أنتي تستاهلي تعيشي كويس. مش ناقصة غُلب تاني”.

ولقيت نفسي ساعات بستغل الرجالة.

مش بحبهم… بس بحب أحس إني مرغوبة، مهمة، ليّا قيمة، حتى لو كانت كدبة.

وفي نفس الوقت… بحتقر أي بنت ماشية في سكة “الاستغلال”. وبقول عليها “مش محترمة”.

طب وأنا؟

أنا مش شايفة نفسي برضو محترمة!

المشكلة إنّي اتربيت في بيت ماعرفش يعني إيه حدود، ولا احترام، ولا حب غير مشروط.

اتعلمت إن الحب مصلحة

وإن الجواز وسيلة

وإن الرجالة يا مصدر أمان… يا مصدر ألم.

وطلعت شايلة عقد فوق بعضها، وقلبي تقيل، وعقلي مشتّت، ونفسي أرجع أكون بنت بريئة… بنت بتحب، وتتحب، وتحترم نفسها.

تحليل بسيط للحالة:

البنت هنا ضحية لأسرة مفككة ومعايير مختلطة.

عندها صراع داخلي بين “الأخلاق” و”البقاء”، بين “الطموح” و”الواقعية”، بين “نفسها” و”اللي المجتمع رماها فيه”.

حاسة بالذنب تجاه تصرفاتها بس ماعندهاش بديل أو دعم حقيقي.

شايفة الأم قدوة فاشلة، فبقت بتبحث عن قدوة في نفسها… ومش لاقياها.

الحلول والنصايح:

1. اعرفي إنك مش ذنب أمك:

أخطائها مش بتاعتك. عيشي بطريقتك، مش بطريقتها.

2. خدي هدنة مع الرجالة:

قبل ما تدوري على راجل غني أو فقير، دوري على نفسك. لما تحبي نفسك صح، هتعرفي تختاري صح.

3. التعليم هو طوق النجاة:

كَمّلي تعليمك، حتى لو الظروف صعبة. الشهادة والنجاح هما اللي هيحطّوا قدامك اختيارات أحسن من “استغلال الرجالة”.

4. ما تكرهيش نفسك:

السلوك الغلط محتاج يتعدّل، مش يخلينا نحتقر نفسنا. انقدي الفعل، مش روحك.

5. اطلبي مساعدة نفسية:

لو تقدرِي، روحي لمعالج نفسي. ولو مش قادرة، اتفرجي على فيديوهات، اقري كتب، خدي خطوة كل يوم ناحية التعافي.

6. اعملي دايرة دعم صغيرة:

واحدة صاحبة جدعة، أو حد كبير بتثقي فيه. مش لازم يكونوا كتير، بس لازم يكونوا سند.

7. حطي هدف قريب:

مثلًا: “هخلص السنة الجاية بتقدير كويس” أو “هشتغل شغلانة محترمة وأبدأ أصرف على نفسي”.

الهدف الصغير بيبني حلم كبير.

الخلاصة:

أنتي مش شريرة، ولا ضايعة… أنتي بنت بتحاول تعيش في عالم مش عادل.

بس لما

تقرّري تبني نفسك بنفسك… هتبقي أقوى بكتير من اللي اتربيتِ عليه.

مقالات ذات صلة