حكايات كحيان بن عدمان 2 بنت اسمها راحات

بقلم : محمد بن فتحي شعبان
الود ودي أن احكي لكم كل شىء ، لكنها اسرار العائلة الموقرة التي لا أعرف منها أحد ، لم أكن مقطوع من شجرة لكن الشجرة …المشكلة في الشجرة …
كان أمام بيتنا نخلة تثمر بلح اصفر يسمي ( بلح الشيخ ياسين ) أنا لا أعرف ياسين لكني أعرف بلحته كانت ذات مذاق رائق حلو ، كنت استيقظ مبكرا قبل اولاد الحارة واذهب إلي النخلة أجمع ما تساقط علي الأرض من البلح إلي هنا والأمر عادي لكن الغير عادي …كنت اقذف النخلة بالحجارة لم أكن أصيب النخلة ولا البلح ولكن أصيب زجاج النافذة التي خلف النخلة فيكسر وما إن يحدث حتي اسمع السب والشتم ، أهرب في طرقات الحارة أو بمعني آخر أذوب فيها حتي تهدأ الأمور و أعود مرة أخري للبيت ، ابقي عدة أيام لا اذهب إلي النخلة ، ثم تعود ريما إلي عادتها القديمة .
هنا في بلدنا الجديد هي ليست جديدة ولكن زحف إليها العمران حديثا ، كانت راحات هذا هو اسمها راحات جمع راحة ، وقعت عيناي عليها وهي خارجة من المدرسة ، ذات عيون خضر وشعر اصفر ووجه كوجه الخواجات من يراها لا يظن ابدا أنها بدوية ، احببتها لعدة شهور لكن لم احدثها يوما ، أسهر ليلا أحاول أن أكتب فيها شعرا أو أكتب اغنية مثل افلام عبد الحليم وفريد الأطرش ، لكن لا حياة لمن تنادي تسقط رأسي و أغرق في نوم عميق ، الحب صعب جدا هكذا كنت احدث نفسي .
زمان حين كنا صغارا كانت امي تقوم بتفصيل بيجامات من الكستور المخطط بالطول أو المزرقش بالوان متتداخلة ، هذه البيجامات كنا نلبسها ليلة العيد يوم الوقفة ، كان لدي امي مكنة خياطة سنجر وكانت تفصل لنا ولأبناء الجيران ، بيجامات للصبيان و جلاليب للبنات ، كانت الفرحة تعمنا بهذه البيجامات .
أما في عيد الضحية كنت افرح بذبح الخراف لم نكن نذبح ولكن بيت جدي كانوا يذبحون ثلاثة خراف ، كنت اصلي صلاة العيد ثم اذهب مسرعا إلي بيت جدي كي احضر الذبيحة ، كان يعطيني فخذا و كتفين ، لم تكن امي تأتيني بكسوة جديدة في العيد الكبير فهو عيد لحم ، كنا نلبس كسوة العيد الصغير ، بعد انتهاء الذبح وأكل الفتة بالثوم والخل كنا ندور نلهو ونلعب في طرقات البلد ، اجمع العيدية واشتري مسدس بارود أو نحلة خشب ونظل طوال العيد نلعب عسكر و حرامية ، كنت أقوم بدور رجل العصابة زعيم الحرامية .
مرت قصة راحات وغيرها من القصص كان هناك أمينة ومنال وفاطمة لكن لم أكن اعرف هل احبهم أم لا ، كانت نعمة قصة أخري ، كنت في المرحلة الثانوية وكانت جارتنا ، حلوة و لونة كانت أكبر مني لكني همت بها عشقا ، بعد عام من العشق عرفت انها كانت متزوجة و طلقت ، عشت وهم الخيانة وجاء عبد الحليم مرة أخري …تخونوه وعمره ما خانكم …تبيعوه وعمره ما باعكم …قلبي ليه تخونوه .
كنت صغيرا عندما حدثت تلك الحادثة ، كانت تلك الحادثة في بيتنا القديم ، كان الوقت مبكرا بعد الفجر بقليل شعرت اني اريد دخول الحمام ، وكما أخبرتكم أن الحمام كان مشتركا بين الغرف الأربع ومن فيهم ، كنت في دهشة النوم وكان باب الحمام موارب ، دفعت الباب ودخلت لكن ….كانت خالتي نجاة عارية تستحم ، لم تصرخ ولكن كانت في حالة صدمة تنظر إلي ولا تدري ماذا تفعل ، كنت في نفس الحال انظر إلي جسدها …أريد الرجوع فلا اقدر ولا استطيع تحويل عيني ، فجأة دفعتني في صدري فخرجت ….ظلت صورتها عارية تراود ذهني لزمن طويل ، كلما تقابلنا كانت تحول وجهها عني ، لكن كانت عيناي تتابعها فأراها كما رأيتها ….